القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار مع الاعلامي والمدون عبداتي لبات الرشيد


بداية تحية طيبة الاسم الكريم والمهنة؟
- مرحبا عزيزي البلال، دعني أشكرك في البداية على إتاحة هذه الفرصة لأجيبك على أسئلتك ولكن لأطل على جمهورك من خلال نافذتك المميزة هذه بشكل ربما مختلف، فقد يكون متاحا لنا جميعا التعبير عن آراءنا والظهور في صفحاتنا ولكن قد لا يكون متاحا لنا دائما الحصول على فرصة لنجيب الأخربن على أسئلتهم وبالتالي هي فرصة لأكتشف نفسي من خلالك أشكرك عليها، لابد لي أيضا أن أعتذر منك على التأخر الذي حصل في توقيت نشر هذه المقابلة والناتج عن التأجيل المتكرر الذي طلبته منك نتيجة لبعض الإلتزامات التي كان عليا الوفاء بها وبعض الإرتباطات العملية كسفري في مهمة الى الأراضي المحررة لمرافقة جولة الى نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، لذلك أنا أعتذر منك ولك على هذا التأخير. 
وجوابا على سؤالك أنا المواطن عبداتي لبات الرشيد أعمل حاليا كمناضل بوزارة الإعلام الصحراوية.
بإعتبارك إعلامي وصحفي كيف تجد هذه المهنة وماهي التحديات التي تواجهها في هذا المجال؟
- كما قلت لك كجواب على سؤالك عن المهنة فقد تعمدت أن لا أصف نفسي بالإعلامي او الصحفي بل بالمناضل في وزارة الإعلام، أنا لا أرى نفسي إعلاميا وبالفعل لم أصل بعد الى مستوى هذا اللقب، لكنني أفضل كلمة مناضل والمناضل لابد له من أن يواجه تحديات في عمله ليس أقلها إثبات كفاءته وجديته في العمل وإخلاصة وإنحيازه للوطن والشعب فقط، والإعلام هو مكان أمثل للنضال خاصة في هذه الفترة، فمنذ وضعت الأسلحة جانبا بعد وقف إطلاق النار لم يعد هناك من سلاح للمواجهة أكثر نجاعة من الإعلام، لكنني أعتقد بأننا مازلنا لم نستغل هذا السلاح كما يجب ومازالت نجاعتنا في إستعمال هذا السلاح وأقولها وبكل أسف ضعيفة لا ترقى الى مستوى تطلعات شعبنا، ومع ذلك لابد لي القول بأن الفرصة لازالت متاحة للنهوض بالإعلام خاصة مع وجود مناضلين مستعدين للتضحية بوقتهم وجهودهم لترقية هذه المهنة وما علينا بإعتقادي إلا تقييم العنصر البشري وتقديم الكفاءات وتشجيع الإبداع والرحيل عن ممارسات لم تجدي نفعا عاما حتى ولو كان لها تأثيرها الظاهر في صنع منافع شخصية ومصالح ضيقة للبعض.
ما تعليقك على برنامجك الرمضاني الذي تابعه المشاهدون والذي كان مختلفا وجديدا نوعا ما؟
- بالنسبة لي كانت تجربة مميزة، خاصة أنها تقع معي للمرة الأولى، هذا البرنامج كان يقدمة الزميل والصديق العزيز الناجم لحميد الذي أحييه بالمناسبة فقد قدم الكثير لهذه المهنة قبل أن يغادر الديار لخوض تجربة أخرى بالغربة ولاشك لدي بأنه سينجح هناك كما نجح هنا، قلت كان يقدم هذا البرنامج وكان له أسلوبه الخاص، وما فعلته في هذه النسخة هو محاولة طرح أسلوبي الخاص خاصة أن البرنامج ترفيهي في شهر فضيل حيث كنت أنزل ضيفا كل ليلة عند عائلة من هذا الشعب وبالتالي كان لابد من أن يكون النقاش خفيف وأنا بطبعي إنسان إجتماعي وأعتقد حسب ما وصلني من آراء أن البرنامج لاق إستحسانا وهذا أمر يسعدني، وهذه مناسبة عزيزي البلال من خلال نافذتك هذه لأشكر كل العائلات الطيبة بولاية الداخلة لقد كانت تجربة مميزة بسيطة مع أشخاص مميزين بسطاء وأرجوا من الله أن تتاح لي فرصة أخرى لألتقي عائلات أخرى من هذا الشعب الطيب والتعرف إليهم ونقل أصواتهم، وأعتقد أن أجمل ما في هذه التجربة هو رؤية العائلات المشتتة على طرفي جدار العار لبعضها البعض وهذا مهم جدا وجانب إنساني سعدت كثيرا بحصوله.
أيهما أفضل بالنسبة لك، الإعلام الموجه أم الإعلام الحر، وفي ظل السوشل ميديا والنقل السريع للأخبار كيف تتعامل الوسائط الإعلامية التقليدية مع ذلك؟
- في كل بلد وحتى في أكبر الديمقراطيات في العالم هناك ما يطلق عليها الإعلام الحر او الإعلام المستقل وهناك إعلام الدولة او الإعلام الموجه كما يسميه البعض، وهناك من يفضل متابعة هذا وهناك من يفضل متابعة ذاك لسبب او لأخر قد يتعلق بالثقة وقد يتعلق بحسابات أخرى، ولكن ثمة أمر مهم جدا في هذا الموضوع، فالمواطن البسيط مثلا الذي يتابع إعلام الدولة كالإذاعة والتلفزيون مثلا يتابعهما لأنه لا يثق إلا في ما يقوله النظام وما يصدر عنه ولكن هنا يجب على النظام من خلال ترسانته الإعلامية ومهما كانت ضعيفة أو قوية أن لا يخون ثقة الناس وأن يصارحها دائما وأن يسلط الضوء على معاناة وإنشغالات المواطنين لأن هذه أولوية، إذا المسألة مسألة مصداقية بالدرجة الأولى ونحن نرى اليوم إعلام الدول الرسمي يتحرر حتى لا تستطيع أن تفرق بينه وبين الإعلام المستقل او ما يطلق عليه الإعلام الحر وأنا شخصيا أفضل الإعلام الصادق القريب من الناس، الإعلام المحترف مهما كانت تسميته وسواءا كان رسميا او مستقلا.
ما هو رأيك حول ما يشاع عن إجراءات تعسفية أتخذت في حق بعض الإعلاميين، الإذاعة على وجه الخصوص؟
- أعتقد أنك تتحدث تحديدا عن موضوع الزميلة والصديقة الخديج عبد الجليل، ولقد قرأت ما كتبه بعض الأصدقاء حول هذه القضية، كذلك إطلعت على ما كتبته الصديقة والزميلة الخديج والتوضيح الذي تقدم به مدير الإذاعة الزميل والصديق محمد محمد أسماعيل "سناد"، وفي الواقع ليس لدي ما أضيف لأن الصورة باتت واضحة بعد كل ما أثير حول هذه القضية والأمر متعلق على ما أعتقد بظلم تعرضت له الإعلامية الخديج من خلال عدم تسوية وضعيتها في آجال طويلة عملت خلالها بكل جدية على أمل التسوية النهائية لوضعيتها وفق القانون حتى وإن كنت لا أشك أبدا في صدق توضيح مدير الإذاعة، وسوء الفهم الذي وقع على ما أعتقد سببه أن الإعلامية إختارت النأي بنفسها عن إثارة مشكلتها وأن تنسحب بهدوء ودون ضجيج وهذا كان إختيارها الشخصي وقد صرحت به بعد أن تم إثارة الموضوع، ولكن هذا لا يمنع أنها قد ظلمت فعلا وكان على الإخوة بوزارة الإعلام تسوية وضعيتها خاصة أننا بحاجة إليها والى كل صوت في ظل نقص كبير في العنصر البشري وإزدياد الضغط على المتبقي من الزملاء في كل الوسائط.
لا أدري في الواقع من المتسبب تحديدا في مثل هذه المشاكل ومن المستفيد من هجرة الكفاءات وتحييدها ولكنني متأكد تماما أن وزارة الإعلام بحاجة الى كل أبناءها خاصة في هذا الظرف وبدل أن نكون مضطرين لتفهم إنسحاب زملاءنا في هدوء كما فعلت الزميلة الخديج حفاظا على وجه المؤسسة ومصلحة القضية على الوزارة والدولة أن تتفهم ظروف منتسبيها وموظفيها ورعاية حقوقهم وتسوية وضعياتهم مهما كلف ذلك من ثمن لأن الدولة هي الأم والأن المؤسسة هي الأولى بتحمل المسؤوليات حفاظا على المصلحة العامة وعلى وجهها وواجهتها.
بعد جملة من الإعتقالات التي طالت مؤخرا معارضين أو منتقدين كما يسميهم البعض كيف تجد أنت هذا الإجراءات؟
- علمت كما علم الجميع بإعتقال المواطنين الثلاث، محمود زيدان وبوزيد أبا والفاظل أبريكة، كما علمت بعد ذلك وعلم الجميع ببيان النيابة في هذا الخصوص، وما علمناه جميعا أن هناك تهما موجهة إليهم، وبالنسبة لي فإن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وبالتالي فإن المواطنين الثلاث هم أبرياء وفق هذه القاعدة وهم كذلك من وجهة نظرنا الى أن تثبت إدانتهم من خلال محاكمة عادلة ومستقلة وشفافة تراعي كل حقوقهم وإن أي كلام أخر بإعتقادي حول هذا الموضوع إنما هو إستغلال لمعاناة هؤلاء المواطنين الذين نرجوا لهم الفرج وهو كذلك مسا من مشاعر ذويهم وأصدقاءهم ومعارفهم وهو ما لا يجب إنسانيا ولا أخلاقيا. 
ما أتمناه شخصيا أن يتم الإسراع في الإجراءات القانونية لتسوية وضعيتهم وفق القانون والدستور فوجه هذه القضية ورغم كل الإكراهات والتحرشات الجانبية والمعزولة كان مشرقا ورائدا صراحة في مجال حرية الرأي والتعبير ونرجوا أن يستمر كذلك وهذه القضية كما يعلم الجميع وسواءا إتفقنا أو إختلفنا مع المواطنين الثلاث لها علاقة بمسألة حرية الرأي والتعبير التي تعتبر حساسة ولكنها مقياسا أيضا لتقدم الشعوب ومعيارا لتطورها وقبولها في عصرنا الحالي وفي عالمنا اليوم.
برأيك ما يحدث في هرم القيادة هل هو صراع أقطاب أم ماذا بالضبط؟
- لا علم لي بصراع على السلطة، والواقع أنه دائما ما يتم الحديث عن ذلك الصراع قبل كل مؤتمر وسنكتشف بعد ذلك إجماعا بين القيادة او على الأقل هذا ما كنا نشهده دائما منذ دخلنا مرحلة الوعي، ولكن أنا شخصيا أتمنى أن نرحل عن الإهتمام بمثل هذه الأمور الهامشية التي هي مجرد مسرحيات وأوهام ساذجة لإلهاء الناس عن ما هو أهم، والأهم هو ترقية القانون والدستور وإنتخاب الكفاءات وإحداث التغيير اللازم ومحاربة الفساد وتحرير الذهنيات والعقليات، الأهم هو الإهتمام بالتعليم والصحة والنهوض بالقطاعات الحيوية، الأهم هو الإبتعاد عن القبلية والنظر الى المستقبل والى مصير أجيال تستحق أن نؤسس لمستقبلها منذ الأن ولن يكون ذلك ما دمنا مازلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة والنظريات المتخلفة.
كيف تجد الإجراءات الأخيرة المعمول بها في ما يتعلق بالخروج إلى الأراضي المحررة؟
- أثير حول هذه القضية الكثيرة من الجدل، وأعتقد أن الأهم أن لا يتم المس بحرية تنقل المواطنين خاصة الى تلك الربوع العزيزة، فكلنا نعلم أن المناطق المحررة هي أرض الصحراويين او جزء منها على الأقل وبالتالي ليس لائقا أبدا منع ولا الحد من حرية التنقل منها وإليها وأعتقد أن هذا لن يحدث، صحيح هناك حديث عن إجراءات جديدة وهذه الإجراءات أثارت جدلا كبيرا يرى البعض خاصة من الذين لهم شؤون وإرتباطات في تلك الربوع أنه يحتاج الى توافق وتفهم بين ومن الجميع، وما اتمناه شخصيا أن لا نسمع أن مواطنا قد تم منعه من السفر ولا أن هذه الإجراءات كانت سببا في تعطيل شؤون مواطنين او لا سامح الله كانت مؤدية الى تردي صحة مواطن بالنسبة للمرضى وهم في طريقهم الى مخيمات العزة والكرامة وتبقى المصلحة العامة في ما يتخذ من إجراءات فوق كل إعتبار ما دامت وفق القانون والدستور ولا تناقض القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
في الجانب المحتل من أرضنا يشهد مناضلي ومناضلات الإنتفاضة السلمية حملة إعتقالات واسعة والملاحظ أن القيادة لم تحرك ساكنا كيف تجد هذا الصمت، وهل هناك حلول لحل هذه الازمة؟
- الإنتهاكات بالمناطق المحتلة كانت دائما موجودة ولم تتوقف يوما وهي تستفز مشاعرنا خاصة عندما نرى تلك الصور القاسية لنساء يسحلن في الشوارع وشباب يتم ركلهم بقوة ومن ثمة إعتقالهم وسجنهم وبعضهم بأحكام مؤبدة لا لشيء سوى أنهم يعبرون عن رأيهم بشكل سلمي، وتلك الصور والمشاهد مهينة لنا جميعا وعاطفيا نتمنى جميعا كمواطنين الرد عليها وبقوة، وبالنسبة للسياسيين يتم التعامل معها وفق الإلتزامات الدولية من خلال الرسائل مثلا الى الأمين العام والمنظمات الدولية، أي الإدانة والشجب والإستنكار، وهذا الوضع سيستمر، ولكنني سأقول لك شيئا، هذا الواقع لن تغيره أبدا إلا إرادة الشعب الصحراوي وهذه الإرادة لابد لها من أن تكون أقوى لأن هذا الوضع لا يجب أن يستمر ولن يستمر طويلا.
ما هو رأيك حول التصريح الأخير لعضو الأمانة الوطنية وزير الدفاع الأسبق؟
- هو رأي رجل قيادي بارز ومقاتل شرس، ولكنني أعتقد أنه رأي غالبية الصحراويين أيضا وهو رأي مفجر الثورة وشهيد الحرية الولي مصطفى السيد بأن ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة وبالتالي هو تصريح صريح ورأي معبر عن رؤية جيلين من أجيال هذه الثروة.
هناك فراغ كبير بين القاعدة الشعبية وقيادة التنظيم، كيف يمكن إسترجاع ثقة الشعب وعلى وجه الخصوص الشباب؟
- بالتأكيد هناك فراغ وفراغ كبير وهناك إشكالية تواصل ومسألة ثقة بين النظام والشعب ولكن بين النظام والشباب أكثر، وإن إسترجاع هذه الثقة يمر حتما عبر الحوار ولكن عبر التداول على المناصب وإتاحة الفرص للجميع بعيدا عن كل الحسابات الضيقة والقبلية وبعيدا عن الخوف والمخاوف من إحداث التغيير التي لا مبرر لها، فالتغيير هو مسألة حتمية وقبل ذلك هو سنة الله في خلقه وبدل أن يكون التغيير مفاجئا نتيجة شغور بسبب الموت مثلا او فوضويا بسبب الضغط الذي يولد الإنفجار يجب أن يكون حتمي بروح القانون والدستور وهكذا يتكن الجميع من المشاركة في صنع القرار في وطن هو للجميع وهكذا يحصل كل جيل على فرصته كاملة في وضع السياسات ومباشرة العمل بها.
ماهو رأيك في المنظمات الجماهيرية؟
- في العالم من حولنا المنظمات الجماهيرية هي منظمات نقابية تدافع عن حقوق شرائح من المجتمع، وشرائح كبيرة ولها تأثير وعادة ما تدخل قياداتها في صراع مع السلطة لتمكين منتسبيها من حقوقهم، لكن في مجتمعنا وبلدنا الوضع يختلف، ولا أدري لماذا، البعض يقول بسبب إستثنائية الظرف، وأنا شخصيا أكره هذا المبرر، وبالنسبة لي لا مبرر أبدا للحجم عن الدفاع عن حقوق الناس، والمجتمعات التي تحترم نفسها تحترم الإنسان بالدرجة الأولى ولا وجود لهدف أسمى من خدمة الإنسان وتمكينه من حقوقه. 
تركيبة المنظمات الجماهيرية تعتمد على عضوية و تمثيلية اعضائها ولها مؤتمراتها الدورية لانتخاب قياداتها، وعادة ما يمنح اعضاء المنظمات الجماهيرية ثقتهم لاولئك الاعضاء الذين يرون انهم اكثر من غيرهم قادرين على تنفيذ تلك الاهداف و السياسات التي يطروحها، ينتخبونهم في فروعهم و من ثم في هيئاتهم القيادية الاعلى وهذا النظام والإنضباط داخل هذه المنظمات يجب أن ينتج شيئا لصالح أعضاءها وهي فئات هامة من المجتمع بعيدا عن الشعارات الفارغة وبعيدا عن الإعتبارات التي لا مبررة لها.
إنطباعك حول برنامج الشباب والطلبة؟
- إطلعت على أجزاء منه وأعتقد أنه صحيح برنامج ثري لكن هذا الفصل فصل حار هنا بمخيمات اللاجئين الصحراويين وكلنا يعلم ذلك وهذا البرنامج جزء منه موجه الى شريحة كبيرة وبالتالي فإن حضورها يبقى مهما لإنجاح البرنامج، لذلك كان يجب أخذ هذا الأمر بعين الإعتبار وحصر البرنامج في نقاط قليلة ولكنها نوعية، ومع ذلك أنا كنت طالبا وكنت أمين فرع الشهيد الريحة البارك بالشرق الجزائري وأعلم حماسة الطلبة ورغبتهم الجامحة في العمل طيلة الصيف رغم الحرارة الشديدة وهذه الرغبة يجب أن يتم تشجيعها من قبلنا جميعا ودعمها ماديا ومعنويا، وأنا أتمنى لهذا البرنامج النجاح.
صف لنا البرلمان بكلمتين؟
مخيب للآمال.
كيف تجد الجاهزية القتالية لمؤسستنا العسكرية بإعتبارك متابع للشأن العسكري ورافقت العديد من جولات التفتيش؟
- بالطبع كان لي شرف مرافقة الجيش الشعبي الصحراوي خلال جولة التفتيش التي قادت وزير الدفاع الوطني وأركان المؤسسة العسكرية الى نواحي جيش التحرير شهر نوفمبر الماضي وكذلك كان لي شرف مرافق الأخ رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الى القطاع العملياتي لنواحي الشمال والقطاع العملياتي لنواحي الجنوب قبل أيام قليلة، وقد وضعت الجميع في صورة الحدثين من خلال مراسلات يومية مكتوبة ومسموعة ومرئية لكل وسائل الإعلام وللمهتمين وانت واحدا منهم عزيزي البلال حيث كنت أزودك بتلك التقارير في وقتها، لذلك ما سأخبرك به ليس كلاما من فراغ بل كلام شاهد عيان وأقول لك أن لدينا جيش قوي هو مصدر فخر، ورجال إرادتهم قوية ومواقفهم شجاعة، لقد حضرت كل الجلسات تقريبا لملتقيات عقدت بالقاطاعين وإضافة الى ما تناولته في التقارير التي أعددتها من هناك وتابعها الجميع أقول لك أن عيون جيشنا ساهرة على متابعة العدو ورصد تحركاته ولكنها أيضا ساهرة على حماية التراب الوطني من كل المخاطر ودسائس العدو وهذا الجيش المحترف والقوي هو جيش منضبط أيضا وجاهز ويده على الزناد ولا ينتظر سوى الإشارة من القيادة السياسية للجبهة والدولة للعودة الى الكفاح المسلح متى طلب منه ذلك.
الملاحظ في شخصك أنك تغرد في كتاباتك خارج السرب، كيف تعلق على ذلك؟
- لا أعتقد أنني أغرد خارج السرب بل من وسطه، لكن ربما كانت خربشاتي مختلفة او هكذا يراها البعض، بالنسبة لي صفحة الأنسان الشخصية على "فيس بوك " مثلا او "تويتر" او "إنستغرام" هي واجهة لشخصيته ولكن لشخصيته الحقيقية الواقعية وليست الشخصية الإفتراضية وبالتالي كلما كان الإنسان صادقا في ما يكتب او يقول كلما كان مختلفا لأن أيا منا لا يشبه الأخر وكلما كان الإنسان مقلدا او تابعا او يريد ان يظهر ما ليس فيه ليبدو مقبلولا عند الناس كلما كان ما يقدمه خالي من أي تميز.
في كتاباتك نلاحظ واقعية وبساطة في الطرح وحنين، ماذا يعني لك هذا؟
- كما قلت لك هذا يعني الصدق، الواقعية تعني الصدق والبساطة تعني التواضع، على الإنسان وبدل محاولة أن يشبه الجميع في كل شيء أن يكون متميزا وأن تكون له بصمة وهذه البصمة يجب أن تكون مؤثرة، والتأثير يعني المساهمة في نضج المجتمع، المساهمة في تسليط الضوء على واقع الناس البسيطة التي ليس لها إعلام وليس لها صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي، على الإنسان أن ينزل الى الشارع ويلتقي البسطاء ويكتب عنهم ويتكلم بلسانهم ويوصل إنشغالاتهم وهمومهم، على الإنسان أن يسلط الضوء على ظواهر مسيئة ويحارب ذهنيات خاطئة متجذرة بعيدا عن الشخصة وأ يكون هدفه محاربة الظواهر لأجل مستقبل الناس لا خوض معارك جبانة وجانبية مع الأشخاص، فالأشخاص راحلون لا محالة، ولكن الأهم في كل ذلك هو الأسلوب ولغة الخطاب، يجب أن يكون الإنسان محترما في ما يقول وصادقا في ينقل وأن يبدأ اولا بإصلاح نفسه وتقويمها.
في ظل التداعيات التي تشهدها القضية الوطنية ماذا يمكن أن تقول عن مستقبل قضيتنا؟
- القضية الوطنية هي قضية شعب يكافح من أجل الحرية وتقرير المصير والتداعيات والمخاطر كانت دائما خطيرة منذ البدايات الأولى للثورة، لكن هذه الثورة هي ثورة أجيال وليست ثورة جيل واحد ومستقبلها مرتبط بإرادة هذه الأجيال وعزمها ووفاءها لعهد الشهداء، لكن يجب هنا القول ان تلك الإرادة وذلك العزم وذلك الوفاء يجب أن يقترن كل ذلك بصدق في العمل وتجديد في الأساليب لأننا وسط عالم متغير وركب مسرع لا ينتظر من يتخلف عنه وما لم نواكب العصر سيبقى ينظر إلينا أننا من حقبة الماضي وهذا مالا نريده.
هل تود أن تضيف شي للقاء؟
- لن أضيف إلا تجديد الشكر لك على هذه الفرصة المدهشة عزيزي البلال، وأنت واحد من الصدف الجميلة حين أتاح لي ولك هذا الفضاء الواسع أن نتعرف على بعض دون سابق لقاء وأنا أتمنى أن ألتقيك وأن أراك يوما ما، شكرا لك.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...