في سنتي الأولى من خوض غمار تجربة التعليم مدرسا هاو ، حينذاك كان العمل تطوعا مطلقا تكلمة لمسار من علمونا صغارا ووفاء لمن غلبوا الكل على النفس بذلا وعطاء وهي حال الصحراويين وإن تغيرت الأحوال والنفوس ، وجدت في استقبالي سيدة بشوشة سأعلم فيما بعد أنها المكلفة بالشؤون الإدارية بمدرسة الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري التي درست بها ومن تقلبات الزمان ان أعود إليها بعد عقدي زمن تقريبا ليحتضنني من تعاقبوا على تدريسي بالأمس زميلا لهم بكل تواضع ...
كانت السيدة فاطمة من بين هؤلاء الشامخين في صمت المحترقين نورا للآخرين لكنها تفردت بقربها وبساطتها وتفانيها على مر السنين ، فكنت اجدني متسائلا مرارا من أين يأتي أبناء وطني بكل هذا الصبر والتجلد والهمة وما كنت بحاجة إلا لأشهر لا غير لأعلم من اي نهل ينبعون ...
تعددت سنوات عملي هناك وما فقدت السيدة فاطمة " بكسر الطاء " وبجرها ياء يناديها الصغار ، شيئا من عزمها أو رغبتها في العطاء من أجل ما آمنت به رسالة ونبلا وأهداف .
فاطمة الأخت والانسانة أضطرت لمغادرة دائرة لگويرة التي تشهد سنوات مقاومتها المرض وظروف الحياة لعلاج دامت رحلته إلى أن فجعنا بخبر رحيلها المحزن من إسبانيا خلال الساعات الماضية دون سابق إنذار وهي التي كانت قبل أيام تنوي الذهاب إلى العائلة بالمخيمات علها أرادت أن تخفي مالم نكن نعلم أو إستشعرت حاجتها للوداع الأخير دون أن تشعر من حولها أو تتركهم يشعرون .
خالص العزاء لصديقي وأخي العزيز الصالح ابراهيم السالم وزميلتي الشقيقة النتة ولزوج الفقيدة الصديق معطللا ولزميلي وصديقي فضيلي ولكل افراد العائلة الكريمة ولكل من عرفها وحتما احبها لدنوها من الناس وطيبتها المتناهية وألهمهم جميل الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
نفعي أحمد محمد