القائمة الرئيسية

الصفحات


بقلم : محمود خطري حمدي 
لو كانت النساء كمن فقدن لفضلت النساء على الرجال 
فما التأنيث لإسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهـــــــلال
" المتنبي "
عاشت فاطمة ابنة الاسير ابراهيم الصالح حيمد ، المعروف بين رفاقه في السجن باسم " ابراهيم بوليساريو " ، حياة مليئة بالأحداث ، فهي ليست انسانا عابرا في هذه الحياة ، بل قضية ووطن ، ومسيرة كفاح طويلة وشاقة .
فقد تم أسر والدها ابراهيم ، من طرف جيش الاحتلال المغربي ، حين كان مقاتلا في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي بداية الثمانينات ، كانت فاطمة طفلة صغيرة ، فقدته 14 سنة تقريبا ، فحولت ذلك الحرمان الى كتلة من الصبر والمثابرة والنجاح .
فمن لا يعرف فاطمة ؟ يعرفك التلاميذ معلمة مجتهدة في المدارس ، تعطفين على هذا وتعلمين هذا ، وتزرعين بذور المستقبل في رؤوس الاطفال كي تضيء شموعا وأملا وحياة في هذا الوطن .
كم يبكيك الان من تلميذ ؟ الكثير ممن كنت مرشدة لهم صاروا كبارا ، لا شك يتذكرون عطاءك ونبلك وإخلاصك ، يتذكر تمسكك بالأمل والنجاح ، والفتيات ممن كنت مرشدتهن في الداخلية يستلهمن منك ويتعلمن كيف تكون المرأة قوية تتسلق أهداب المستقبل بالجد والمثابرة والعناد .
كم من فتاة منهن الان ترثيك ؟ كنت لها مرشدة ومعلمة وأختا ، لاشك يتذكرنك واحدة واحدة ...فلكل واحدة منهن معك حكاية جميلة ، تختزنها في ذاكرتها طوال الحياة .
من في ولاية اوسرد ومنظومتها التربوية ، لا يعرفك معلمة ومستشارة ؟ فاعلة قوية في النهوض بواقع التعليم ، ومخلصة في نجاحه وتطويره ؟ كلهم يعرفون تقاسيم وجهك ، وهو يشكل خارطة من الكفاح الطويل وزرع الامل وتذليل الصعاب أمام من كانوا يوما تلاميذا لك واليوم صاروا أطرا وكوادرا وحملة شهادات . 
و في وزارة الاعلام خضت تجربة أخرى في تقديم البرامج ، كانت قيمة مضافة لسجل عطائك ، وبصمة عصية على النسيان .
فاطمة ... إمرأة نابضة بالحياة ، وأما لأطفال كانت تطعمهم عطفا وحنانا ورغبة في الحياة ، لكن " لكل أجل كتاب " 
رحم الله فاطمة ابراهيم ، وأسكنها فسيح جناته ، " انا لله وإنا اليه راجعون "

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...