القائمة الرئيسية

الصفحات

العلاقة مع جنوب السودان، سنوات النضال المشترك هل تنهيها لعبة المصالح


اعلنت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الاعتراف رسميا بجمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة وذات سيادة، في عهد الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز وذلك رغبة منها في توطيد عرى الصداقة والتضامن والكفاح المشترك من اجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال التي تربط بين الشعبين الشقيقين وجاء في بيان الاعتراف انه يأتي تماشيا مع المبادئ المتضمنة في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وميثاق الأمم المتحدة، حيث أعربت الجمهورية الصحراوية بصفتها عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي، عن ترحيبها ودعمها لانضمام جمهورية جنوب السودان كعضو جديد في الاتحاد الإفريقي. 
واضاف البيان "إن حكومة وشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لمسروران جدا لرؤية دولة افريقية جديدة تحصل على استقلالها نتيجة للممارسة الحرة والديمقراطية لحق الشعوب غير القابل للتصرف في تقرير المصير. إن الاستفتاء الذي اظهر أغلبية ساحقة لصالح خيار الاستقلال هو دليل واضح على إرادة شعب جنوب السودان القوية في ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال الذي ضحى من اجلهما الكثيرون من المدافعين الشجعان عن الحرية والعدالة" . 
إن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لتنتهز هذه الفرصة التاريخية لتجدد الدعم والتضامن القويين للحكومة والشعب الصحراوي مع حكومة وشعب جمهورية جنوب السودان في مساعيهما لإقامة وبناء دولتهما المستقلة, ولتؤكد عزمهما على توطيد علاقات الصداقة والتضامن والدعم المشترك التي تربط بين الشعبين الشقيقين وأن ترقى بتلك العلاقات إلى أعلى المستويات، بما يخدم بلدينا وبلدان قارتنا على حد سوى . 
هذا الاعتراف الذي سجل بارتياح كبير داخل جمهورية جنوب السودان اثمر اعتراف الاخيرة بالدولة الصحراوية واقامة علاقات دبلوماسية بقبول اعتماد سفير مفوض فوق العادة للجمهورية الصحراوية وظلت مواقف السياسيين بجنوب السودان تدعم وبقوة حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
وأكد رئيس دولة جنوب السودان السيد سيلفا كيير ميارديت ، خلال تسلمه أوراق اعتماد السفير الصحراوي لدى دولة جنوب السودان بالعاصمة جوبا تمسك بلاده بالموقف الثابت في دعم حق تقرير مصير الشعب الصحراوي وهو موقف ينبع من التاريخ الطويل الذي خاضه شعب جنوب السودان من أجل الحصول على حريته ، مبرزا أن تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية أمر ضروري يضمنه ميثاق الاتحاد الإفريقي وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. 
كما أعرب رئيس جنوب السودان عن استعداده وحكومته لتوطيد العلاقات ومستوى التعاون مع حكومة الجمهورية الصحراوية ، والرفع بها إلى مستوى يليق بالروابط التاريخية المشتركة والعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع شعبي البلدين. 
وأضاف السيد سيلفا كيير ميارديت ، أن استفتاء تقرير المصير يبقى هو الحل الأكثر مصداقية لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حرية الاختيار وتقرير مستقبله بنفسه ، وأن موقف بلاده ثابت ولايمكن التنازل عنه لأنه مؤسس على القانون الدولي وتجربة نضالية طويلة وشاقة مماثلة للمرحلة التي يمر منها تاريخ الشعب الصحراوي الآن. 
وأكد رئيس دولة جنوب السودان أن بلاده ملتزمة دوما بالدفاع والمرافعة عن شرعية نضال الشعب الصحراوي في المحافل والمنابر القارية والدولية وأن تضامنها مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة سيكون دائما من صميم الفعل والخطاب سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي في دولة جنوب السودان. 
كما ظلت مواقف الشخصيات السياسية والبرلمانية بجنوب السودان الى جانب كفاح الشعب الصحراوي وقد طالب عضو برلمان جنوب السودان “دينق قوج” ملك المغرب بضرورة القبول بمنح شعب الصحراء الغربية الحق في الاستفتاء لتقرير مصيره, والقبول بنتائجه. 
وقال “دينق قوج” للجزيرة نت, إن شعب جنوب السودان قد ذاق الصبر والظلم, وانتهى بأن صوتت غالبيته لصالح الاستقلال عن السودان, عقب الاستفتاء الشهير الذي جرى في يناير 2011. 
واستبعد “ويك أتينج” السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان الحديث المتداول في الاوساط السياسية والاعلامية بالمغرب, من أن زيارة محمد السادس ملك المغرب الاخيرة الى جنوب السودان, قد هدفت إلى جعل جنوب السودان تنضم إلى قائمة الدول التي ستقف ضد قضية الصحراء الغربية . 
وقال في حديثه للجزيرة نت إن “الزيارة لم تتناول هذه المسائل، لكنها ركزت بشكل دقيق على بناء علاقات ثنائية بين البلدين على كل المستويات”. 
في حين يرى “أتيم سايمون” الصحفي والمحلل السياسي المقيم في “جوبا”، أن زيارة محمد السادس هدفت في الأساس إلى ابتدار عمل دبلوماسي يهدف إلى إبعاد قضية الصحراء الغربية عن الأضواء على مستوى القارة, عقب عودة المغرب لعضوية الاتحاد الأفريقي. 
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الملك تفهم الظروف والأوضاع الحالية التي تمر بها دولة جنوب السودان من عزلة وأزمات اقتصادية, وضرورة تقديم المساعدة لها بهدف التأثير على العلاقة التاريخية بين الحزب الحاكم في جنوب السودان وجبهة البوليساريو. 
السياسة الحكيمة التي اتبعها الرئيس الراحل الشهيد محمد عبد العزيز في القارة الافريقية وتوطيد العلاقات مع كل دولها بدأت في فتور بعد رحيله ومع تصريحات نسبتها الصحافة المغربية لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جنوب السودان ، نيال دينق نيال ، امس الجمعة في مقر الأمم المتحدة، أن بلاده لا تعترف بوجود جمهورية البوليساريو ، مؤكدا أن الرئيس سلفاكير ميارديت بعث رسالة في هذا الشأن الى الملك المغربي محمد السادس تبعث على القلق وتدعو الى مرجعة السياسة التي تنتهجها الخارجية الصحراوية التي اصبح عملها يقتصر على تسويق الانتصارات دون تواجد في اماكن العمل والشغور الذي بات السمة الابرز للعمل الخارجي فهل توقظ جنوب السودان الضمائر الميتة ام تنتظر ان يصل الدور على بقية الدول التي ظلت الى جانب كفاح الشعب الصحراوي. 
يشار إلى أن دولة جنوب السودان اعترفت بالجمهورية الصحراوية مباشرة بعد استقلالها في 09 يوليو 2011 إثر تصويت أغلبية سكانها في استفتاء لتقرير المصير حول الاستقلال عن السودان.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...