القائمة الرئيسية

الصفحات

وظائف شاغرة بالمغرب: مطلوب مرتزقة


بقلم الكاتب : لحسن بولسان
من يتابع ما تشهدة القضية الصحراوية من تطورات يدرك أن الزيف لا يصنع الحقائق وأن حقوق شعب الصحراء الغربية مستعادة حتما ولو طال زمن إغتصابها وإحتلالها، لأن حق تقرير مصيرالصحراويين ليس ورقة على مائدة تفاوض ومساومة ومتاجرة ومقايضة، بل هو حق ثابت لاتبدده ظروف وأزمان، ولاتلغيه أمزجة وآراء مهما تأمرت وتطرفت وإنحرفت، ومهما تجبرت وطغت، ولا هو مزاج يعتكر أو يعتدل، لأنه متصل بحق لا يزول أصلا بالتقادم .

وحين تبدو الرسالة بهذا الوضوح عالميا، لا نعتقد أن فهمها يستعصي على أي كان من الأشقاء المغاربة، إلا أنه وللأسف الشديد يبدو أن إستعابهم لهذه الحقيقة مازال بعيد المنال، وهوما يعكس حالة التخبط والتشتت للدبلوماسية المغربية.ويكاد يجمع المراقبون على أن سبب هذا الإرتباك هو تلك النكسات الدبلوماسية والعجز عن التأثير على وقف الضربات المتتالية للجماهير الصحراوية وهي تسجل صفحات مضيئة في تاريخ مقاومتها السلمية الحضارية، بعدما ودعت وإلى الأبد حاجز الخوف والتهاون وخرجت من تحت نير التردد والصمت والإستكان الى التحدي والعزيمة والإصرار. وعلى ضوء هذا الواقع، لم يعد أمام المغرب من خيار سوى محاولة التشويش على هذا المد الصحراوي الجارف على كافة المستويات، من خلال البحث عن أصوات مأجورة بعدما تأكلت ورقة الخونة والمتساقطين، بحيث لم يجد من ذوي النفوس الضعيفة في وسط الصحراويين إلا نفس الأسماء المعروفة أصلا بإمتهان العمالة في الصحراء الغربية منذ الإستعمار الإسباني. 

فأمام الإنكسرات الدبلوماسية المتواصلة للرباط في المحافل الدولية حاول المغرب وبدون جدوى البحث عن سمعة دولية مزعومة وإظهاره كبلد محوري في القارة الإفريقية بإعتماده على دفتر الشيكات الدبلوماسي، إلا أن ذلك لم يكن ممكنا بالنظر الى عدم تواجد أصوات مؤثرة في الساحة القارية تؤيد طرحه. ويبدو أن المغرب نسى إفلاسه في صفقة توظيف الرئيس السابق للحزب الإشتراكي الإسباني فليب كونزاليس الذي كان ينعت بالسفير المتجول للمغرب بأمريكا اللاتينية، بعد فشل محاولات ترويجه لمبررات مغربية واهية تساقطت تباعا بسبب إعتراف دول المنطقة بالجمهورية الصحراوية، بل إن المغرب لا يريد أن يأخذ العبرة من إخفاقه الدبلوماسي في إنتزاع أي موقف حاسم أمريكي يدعم تصوره لحل القضية الصحراوية رغم ما نفق من مال على محيط السيد "سابا شامي" الأمريكي ذي الوصول العربية الذي عمل كمستشار في شؤون الكونغرس للسفير المغربي آنذاك محمد بن عيسى، شأنه شأن قطب اللوبي المغربي في واشنطن، السفير الأمريكي السابق بالرباط، إدوارد غابرييل، وأمس فقط لما تهرب المحلل الاستراتيجي الفرنسي، شارل سانبرو من لعب دور الدفاع عن الموقف المغربي في نقاش نظمته قناة فرنسية، ورغم كل هذا وغيره من المحاولات العلنية والسرية الفاشلة ‘عاد المغرب وأعلن عن نفس التجارة بالقارة الافريقية، بيد أنه لم يجد إلا نفس الوجوه التي لا يهمها إلا الإرتزاق، ليتيقن المغرب ومن يدور في فلكه أن صكوكه فاقدة وللمرة الألف لصلاحيتها ولا تعني أحدا سواه ولم يكن بمقدور السينغال أن تسوق ما يريد السيد العثماني رئيس دبلوماسية الرباط الذي كان يتابع أشغال القمة الأخيرة للإتحاد في ذكراها الخمسين من الممرات المؤدية الى قاعة تواجد الرئيس الصحراوي مع نظرائه الأفارقة وأكبر شخصيات صناع القرار بالعالم المشاركين في مؤتمر الإتحاد الذي خص كفاح الشعب الصحراوي وبشكل رسمي وواضح بالتقدير والتكريم والتضامن. 

أكاد أجزم أن خيبة أمل الإخوة المغاربة بأديس بابا فندت ما روجت له مؤخرا جهات بالمملكة خلال زيارة العاهل المغربي لدول إفريقية، لما وصفوه ب "عمق المغرب الإفريقي"، حيث أن الواقع يفند ذلك، ولا نرى من تواجد مغربي بالقارة السمراء إلا ضباط مخابراته بباماكو، للإنتشار على مستوى غاو وتومبوكتو وكذا في شمال مالي عموما بهدف تنظيم شبكات الإسترزاق والإرهاب و تهريب المخدرات.....، وخلاصة القول إنه لم يعد مجديا اليوم الدفع والسخاء، ونحن نعلم كيف أن المغرب لما حاول البحث عن مأجورين، لم يجد إلا أشباه الصحفيين بحجم أصابع القدم ليدافعوا عن طرح يشرع الإلتفاف على حق الشعب الصحراوي، أو صوت مطربة لا يهمها إلا الما ، بعدما إستدرجها الساهرون على وظائف الإسترزاق بالمغرب، لتغني لهم أسطوانة "لعيون عينية"علها تخرجهم من جو الحزن والكأبة والخيبة في مهرجان "موازين" الذي لم يميزه من شىء مثير سوى لباس "جيسي دجي" الذي اعتلت به المنصة .

وفي كل الأحوال، ندرك والمغرب يدرك أن ما صعب محاولات ايجاد مرتزقة بين الصحراويين اليوم هو أن الحياة علمتهم وعلى مدار أربعين سنة من الصمود أن الحقائق والوقائع باقية والشوائب دائماً تذهب جفاء، وأن الوطنية الصحراوية بلغت اليوم من القوة والتجذر والإتساع إلى الحد الذي لم تعد معه قدرة الأجهزة المغربية على تجنيد العملاء والمرتزقة والمتأمرين عاملاً حاسماً في محاصرة كفاح الشعب الصحراوي ونعلم والمغرب يعلم أن قلة المتساقطين، الذين أعياهم االسير في درب الشرف والعهد وأتعبهم الإنتماء الى الثبات على شرف المبادئ والرجولة واستهواهم النوم في ظلال وأفياء المخابرات المغربية، ليجدوا أنفسهم مرتمين في أحضان العمالة والخيانة عبر البحث عن طريق ذليل في القصر الملكي بعد توليهم مناصب خيالية كعمال ملحقين بوزارة الداخلية المغربية، لن تؤثر في مجملها على زعزعة ثقة الشعب الصحراوي بقدرة البوليزاريو كرائدة كفاح تحرير، وعلى تحييد الشباب الصحراوي وعزله عن كفاح شعبه، أما تلك الأصوات المبحوحة التي تنطلق من حناجر ملوثة أو من أشباه أقلام تجيد فنون التسول وتمتهن القبض من هنا ومن هناك ما هي الا نموذج دعاية رخيصة ودُعاة أرخص لن تؤثر في عزيمة هذا الشعب الابي الذي إن صمت فصمته هدير والذي شأنه دائما أن يواصل سيره الحثيث فلا يبالي بنباح يتردد هنا أو هناك ولا لذباب يزن بلا طائل لأن قيمه لا تسمح له بأن يلتفت إلى حيث الأقزام والبراغيث.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...