القائمة الرئيسية

الصفحات

الحرب الإعلامية المغربية بين الموضوعية المزيفة والمثالية الوهمية

أخيرا ! صدّقت المخابرات المغربية وآمنت بأن الحرب الاعلامية التي كانتتديرها في السر والعلن والتي سخرت لها كل وسيلة اعلامية متاحة ، أو التيإشترت ذممها ليس بمال المغاربة الفقراء كما يقول البعض ، بل من مالنا الذي تجود بها خيرات أرضنا وبحرنا هناك في السجن الكبير .
آمنوا بذلك إذا ، فوجدوا أنفسهم مجبرين على البحث عن حلول أكثر خبثا ودهاءا .
 في المرحلة المقبلة من المعركة المتقلبة الأوجه والاتجاهات ، سيكون علينا أن نمعن النظر جيدا في كل ما نقرأ أو نرى ، والإصغاء والتخمين في كل ما نسمع ، سيكون علينا أن نلاحظ ثم نعيد التفكير فيما لاحظناه كصحراويين تأخذنا عزة الوطن والغيرة على القضية إلى الخوف على مستقبلنا ومصيرنا المرهون بوحدتنا ، المتربص بها من كل صوب وحدب ، فالحرب أصبحت تدار نفسيا أيضا ، عبر إعلام يتبع دراسات علم النفس والإجتماع ، والتخطيط المحكم لفتح الرؤى لمخططات يسير في إتجاه منحاها الجديد ، وتسير وفق إستراتيجيات حددتها جهاتهم الرسمية سلفا طبقا لنظريات الاعلام المتطورة.
فشلوا في القتل ، فشلوا في مد المال بسخاء ، فشلوا في الاعتقال ، فأصبحت الحاجة ماسة لديهم الى إيجاد مخرج والبحث عن بدائل ، ينجحون من خلالها في إختراق وحدتنا ، بدائل بدأ البعض الآن فقط ، يحذوه الشك حيالها.
إذاعاتهم ، تلفزيوناتهم و صحفهم ومن والاهم وما اشتروا من ذمم إعلامية كانت ام سياسية ، علموا أخيرا بأنهم أضعف من أن يؤثروا سلبا على معنوياتنا الراسخة ووحدتنا المستعصية على التفكك أمام رغباتهم الجامحة فيتشتيتها ، فأرادوا إتباع لعبة النظرية الاعلامية "تكرار الكذب" عبر صحف عليك أن تحذرها! ،  نظرية هتلر في الدعاية التي تقول "إكذب إكذب إكذب حتى يعلق شيء أو يصدقك الناس " ، إنهم ينفذونها في صحف تتخذ طابع الصحراوية ، لكن مضمونها ومن يديرها وموادها السامة ، تشير الى وجود وحقيقة المؤامرة المحتملة والواردة .
هناك مشكلة أخرى ، فغالبية الصحف التي تديرها جهات مجهولة ، لا تتحلى بمعايير المهنية الصحفية في نقل الخبر ، تهاجم اشخاصا بعينهم ويسمى هذا تجريحا ، ثم تغلب فلانا على علان ويعتبر هذا ميلا ، وتحرض احيانا وبشكلواضح على اشخاص أو جهات في الدولة ، فلصالح من ؟ وأين المهنية ؟.
المشكلة الاكبر بالنسبة لي ، هي ظهور إعلام لايتصف بالموضوعية ، إعلام ربما تديره مجموعات ليس لها بالصحافة علاقة ، وهذا أعظم المعضلات ، لأنها لا تحتكم الى أسس علمية في تعاملها مع هذا الميدان وتعاطيها مع جمهور إفتراضي يتأثر بشكل أسرع مما يمكن تصوره ، وهذا النوع الاخير إذا استبعدناه عن سابقيه ، فلن نغفر لمديريه إيضا ، لأنهم يسيرون بنا جميعا في إتجاه حقل من الألغام ، يسيرون بجمهور عظيم الى المجهول.
إن أسوأ سلاح يواجهه المرأ إذا أسيء استخدامه هو الإعلام ، وهو نفسه أكثر شيء له فائدة في عصرنا الحالي اذا سيق بإتجاه ومصلحة أهدافنا في تحقيق الحرية وبسط سيادتنا على كامل ترابنا الوطني المحتل أكثر من ثلثيه حتىالآن ، فبقدر ما نحتاج الاعلام الرسمي والحر منه لدعم قضايا عادلة كقضيتنا ، بقدر ما تحترق قلوبنا شفقة على متلقين أبرياء يدفعون ثمن رسائل يجدون فيها إشباعا لرغباتهم ، في وقت يجهلون الى أي هدف تقودهم بسحرهاالاخاذ " الحقنة تحت الجلد " ، وهذا النوع الاخير هو أسوء وأمكر أنواع الاعلام الحديثة ، إذا كان مقصودا ، و إذا لم يكن كذلك فهو كالهروب من السيف الى فوهة المدفعية عشوائيا.
وفي الاعلام الحديث أيضا ، أن الأهداف المنشودة والمسطرة بغض النظر عن حقها أو ضلالها ، لم تعد الوسائل الاعلامية أو مايعرف إعلاميا "بحارس البوابة" يطمح الى تحقيقها عن طريق التأثير المباشر ، وإنما بالطريقة التي أصبحت بعض الصحف "المغروصحراوية" تتبعها لبلوغ اهدافها الرذيلة ، حيث يقولون لك في بعض مقالاتهم مثلا ، إن زيدا الزيدي فعل أشنع فعل وهم على دراية بالتركيبة الاجتماعية القبلية للجمهور المستهدف ، التي درسوها بدقة لا متناهية ونفذوها عن طريق نظرية "الطلقة السحرية" بتهويل الأخبار والمعلومات التي توردها الرسالة ، وتشبه هذه النظرية بالمحلول الذى يحقن فى الوريد ثم يصل بسرعة الى كل اطراف الجسم فلا يستطيع التخلص من مفعولهولا الهروب منه.
ماذا يحدث  إذا ؟ بالطبع هنا سيحاولون ، إذكاء روح القبيلة في المجتمع والنعارات القديمة عن طريق ذم زيد الزيدي أو علانا العلاني ، عندما يحدث اللغط على الفولاني ، يُتْبعونه بفلان من فلانيين أخرين وهكذا ، الى أن يحققوا مايريدون ، بأبسط الوسائل وبأقل التكاليف ، فاحذر!
بقلم : مصطفى سيد البشير

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...