القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة الى الشعب الصحراوي "لاتنقنطوا من رحمة الله"

منذ خلق الله البشرية  و المؤمن مبتلى  بالخير والشر وهذا الابتلاء امتحان للعباد ليتميز الخبيث من الطيب كما قال تعالى ( لنبلوكم أيكم أحسن عملا ) وقال ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) فهذه حكمة الله في خلقه ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، لقد ابتلي آدم أبو البشر فأكل من الشجر فخرج من الجنة إلى الأرض فاستغفر الله فأتاه الفرج  ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ) ، ثم ابتلي نوح في قومه فلم يستجيبوا لدعوته فصبر عليهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعوهم ليلا ونهارا سرا وعلانية فلم يؤمن معه إلا قليلا فقال ( إني مغلوب فانتصر ففتحنا  أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فلتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات الواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان قد كفر )  فاستجاب الله دعوته ونجاه ومن معه من المؤمنين وهلك الكافرين بالغرق ، ثم ابتلى نبيه إبراهيم عليه السلام بعداوة قومه حتى رموه في النار ثم أتاه الفرج وهو وسط نار مسعرة ( يان ار كوني بردا وسلاما على إبراهم ) وامتحنه بذبح ابنه  اسماعيل  فقال ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى فقال يا بني افعل ماتؤمر وستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ثم أتاه الفرج (وفديناه بذبح عظيم ) وابتلى نبيه يعقوب عليه السلام بفقد ولده وفلذة كبده يوسف عليه السلام فوجد عليه وحزن ( وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم ) فأتاه الفرج فجمع الله شمله ببنه يوسف عليه السلام الذي عانا ماعانا من العبودية وعرض الفتن حتى قال ( رب السجن أحب إلي مما دعوني إليه ) ففرج الله همه وغمه فصار عزيزا معد الذل وصار ملكا بعد الرق وقال ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تاويل الأحاديث ) وقد ابتلى الله نبيه يونس ( فلتقمه الحوت وهو كظيم فنادي في الظلمات أن لا إله إلانت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذالك ننجي المؤمنين ) وفد ابتلى نبيه أيوب عليه السلام بالضر فاصبر فمدحه ربه ( نعم العبد أيوب ) فكشف همه وغمه وشفاه وعفاه ، وهكذا سنة الله في خلقه يبتلي عباده وأنبياه وصفوته من خله عليهم الصلاة والسلام وهم يقابلون ذلك بالصبر والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى ، ومنهم نبينا وحبيبنا وقدوتنا عليه السلاة والسلام لقد عاش يتيما فرباه ربه وأحسن خلقه وأرسله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا فعاداه قومه وسلط عليه وعلى أتباعه بأشد العذاب والنكال والاذي وهو يقابل ذلك - اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون - فبلغت بهم العداوة والبغضاء إلى أنه أخرجوه مكرها من أرضه أم القرى مكة المكرمة وهو لأنت أحب البلاد إلي لو أن قومي لم يخرجوني من فولى وجهته المدينة المنورة التي أضأت بمجيئه لها فأقام فيها ونشر دينه فبعد سنوات من الصبر والبعد عن الديار وبيت الله الحرام فتح الله عليه ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) فرجع إلى مكة فاتحا منتصرا فجمع أهلها وذكرهم بما فعلوا به وبأتباعه ثم يقول لهم برحمة  ( لاتثريب عليكم ) و إنك لعلى خلق عظيم عليه الصلاة والسلام ، ثم يبتلى الخلفاء الراشدون من بعده والصحابة عليهم الرضوان ثم الصالحون والعلماء وهكذا سنة الله في خلقه حتى تقوم الساعة  .
أيها الشعب الصحراوي المسلم لاحذرمن قدر  ، وإذا جاء القدر عمي البصر ، وما أنت إلا خلق من خلق الله مسير بقضاء الله وقدره لاحركة ولاسكون إلا بإذنه وهكذا الأنبياء والرسل خيرة الله من خلقه منهم من أبتلي ومنهم من قتل كيحى عليه السلام قطع رأسه ومنهم من استعبد وسجن كيوسف عليه السلام ومنهم من طرد من أرضه ووعاش في غيرها كنبينا محمد عليه الصلاة والسلام فانعتبر بمن قبلنا لقد صبروا واصلحوا مابينهم وبين خالقهم ففرج الله همهم وغمهم وفتح عليهم وورثوا الأرض بعد ذلك وعمروها فانصبر كما صبروا وان نصلح حالنا وأحوالنا ونتوجه إلى الله بقلوب صافية متضرعين إلى الله بالفرج والنصر ولنقف صفا واحدا متحدين متحادين فكرة الأعداء فرق تسد كل منا يسد ثغرة من ثغرات أرض هذا الوطن الحبيب الذي سالت عليه الدماء الزكية وقدمت الأرواح الغالية رخيصة من أجله قائلة :
 إنا لنرخص يوم الروع أنفسنا           ولونسام بها في الأمن أغلينا 
ومن أجله شردة النساء والأطفال والشيوخ إلى أرض المنفى لتعايش القربى والتشريد والظروف القاسية وهي تقول :
إذا ما لعز أصبح في مكان              سموت له، وإن بعد المزار
مقامي حيث لا أهوى قليل              ونومي عند من أقلى غرار
أبت لي همتي ،وغرار سيفي           وعزمي والمطية والقفار 
ونفس لا تجاورها الدنايا                 وعرض لايرف عليه عار 
ومن أجله تقوم هذه الانتفاضة المباركة والزهور اليانعة بكل كبرياء وعز متحديى بطس الأعداء والتعذيب والتنكيل والسجون والمعتقلات قائلة :
دمدم الطبل للنفير فثرنا                   وهززنا البلاد كالزلزال 
واتخذنا من الجبال قلاعا                 نقرع السمع بالصدى كالجبال 
كم أقمنا شو اهد الحق فيها                وضربنا شوارد الأمثال 
وهذا كله مؤشرات للنصر بإذن الله وبشائر للخير ونحن متمسكون بحقنا وإن تخلت عنا الدول الاسلامية والعربية والدعاة والعلماء والمصلحون فإن الله هو ربنا وحسبنا فقدأخرج نبيه إبراهيم من  النار ليس معه نصير ونجا يونس من بطن الحوت وفتح طريقا يبسا لموسى في البحر و ستر محمدا وصاحبه إذهما في الغار عن أعين الأعداء ونصره يوم بدر وهم قليل وما النصر إلا من عند الله وحده ولو تخلت عنك الناس جميعا يامعشر الصحراويين تماسكوا وترابطوا والاتتركوا الخلل للشيطان والأعداء ولاتستسلموا ولا تهينوا ولاتحزنوا وأبشروا فإن النصر قريب والله رحيم ومعين ولايحب الظالمين وهو ناصر عباده المستضعفين المظلومين وإنما النصر صبر ساعة وإن مع العسر يسرا.
الاستاذ : سيدي سالم بهاهة

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...