القائمة الرئيسية

الصفحات


في مقال نشرته مجلة "القبس" الكويتية يوم 25/04/2009 تحت عنوان المخاوف من الإرهاب كيف تبدّل الحسابات؟ الصحراء الغربية والأمن الإقليمي، وقد ورد في الموضوع الكثير من المغالطات التي لا يمكن السكوت عليها، او تجاهلها.

أولا لابد من القول انه عندما أقدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين على اجتياح الكويت واعتبرها ولاية لا تتجزءا من أراضيه، اقامت الدول العربية ودول الخليج خاصة الأرض ولم تقعدها ووصف ذلك التصرف بالمخزي والجبان ودعت الدول العربية والإسلامية الى الوقف الفوري للعدوان واعتبار ذلك منافيا لمبادئ الإسلام وحسن الجوار.
لكن الأمر كان مختلفا كل الاختلاف مع الاحتلال المغربي للصحراء الغربية حيث باركته بعد الأنظمة الرجعية والمتبجحة بقيم التسامح والتدين كالمملكة العربية السعودية، فكانت قوات الحسن الثاني تعبث في الارض فسادا، وفي كل الاتجاهات شرقا وغربا جنوبا وشمالا تشرد العائلات وتقتل الأبرياء العزل والحكومات العربية تتفرج دون أدنى استشعار للمسؤولية.
ورغم هذا كله صبر الشعب الصحراوي وقاد مسيرته النضالية لوحده وظل كل تلك السنوات يتلقى المساعدات الانسانية من منظمات الغرب الانسانية والتبشيرية، فيما كانت منظمات الاغاثة الاسلامية تبخل على هذا الشعب حتى في لقمة العيش وهو الشعب العربي المسلم الذي يرجع نسب اغلب قبائله الى القبائل التي قادت الفتح الاسلامي الى شمال افريقيا . 
وتحرمه "مملكة الانسانية" من أقدس المقدسات فريضة الحج وقصد بيت الله الحرام وتبخل عليه بمساعداتها وهباتها المادية والدينية الباذخة بأموال زكاة ونفط الشعب السعودي في أدغال افريفيا واسيا.
عفوا نعود للمقال اولا الصحراء الغربية وليست "الصحارى الغربية" كما ورد في المقال عدة مرات وهذا دليل على ان صاحب الموضوع ومع الاحترام لا يعرف تفاصيل القضية التي تناولها، ثم إن ربط الإرهاب بمنطقة الصحراء الغربية هو امر يدعوا للاستغراب إذ ان المناطق المحررة من الصحراء الغربية والتي تقارب ثلث الصحراء الغربية تتواجد بها نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وترابط على طول جدار العار المغربي الذي اقامه الحسن الثاني لتقسيم الصحراء الغربية ارضا وشعبا، بحجة صد هجمات جيش التحرير الصحراوي وفي هذه المنطقة التي تتمتع بنعمة الأمن حيث انه ومنذ وقف اطلاق النار والشعب الصحراوي والعائلات الريفية تتنقل في هذه المناطق وترعى الابل والغنم بكل حرية وبلا قيود، دون ان نسمع بحوادث تتعلق بالإرهاب ولا القتل، بخلاف ما يحدث في دول الجوار وتتحدث عنه الصحف اليومية من جرائم قتل وأعمال إرهابية في كل من المغرب والجزائر وموريتانيا ومالي.. 
لكن الذي ربط الارهاب بهذه المنطقة اكيد انه بعيد كل البعد عن خارطة المنطقة ويمكن ان تكون اختلطت عليه الامور بين الصحراء الكبرى شمال مالي والحدود المالية مع الجزائر وموريتانيا حيث تنشط الجماعات المسلحة وبين الصحراء الغربية التي تعيش حالة الهدو منذ وقف اطلاق النار بين الجيش الملكي المغربي وجيش التحرير الصحراوي بوساطة الامم المتحدة لبدء عملية الاستفتاء وإرسال بعثة تحديد الهوية المعروفة اختصارا بـ "المينورصو" والدخول في مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " البوليساريو اختصارا". 
كذلك المقال وصف جبهة البوليساريو بالمتمردة هو وصف مجحف في حقها كحركة تحرر تأسست لقاومة الاستعمار الاسباني حتى خرج اخر جندي اسباني في 1976 ثم وقفت تحارب الاحتلال الملكي الموريتاني على جبهتين الشمال الجيش الملكي والجنوب الجيش الموريتاني بعد اتفاقية مدريد التي قسمت الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا 1975 باحتفاظ اسبانيا بالانتفاع من الثروات الطبيعية الصحراوية ومقايضة المغرب على سبتة ومليلة في شمال المغرب.. وظلت هذه الحركة التحررية تستمد شرعيتها من قضيتها العادلة والاجماع الصحراوي الذي تحظى به، والاعتراف الافريقي والدولي بها كحركة تحرير .
وهي لا تعيش وحدها في تندوف بل يعيش آلاف الاجئين الصحراويين الذين شردهم الاحتلال المغربي واخرجهم من ديارهم واموالهم بغير حق . بل إن الادارة المركزية للجبهة في المناطق المحررة بلدة "بئر لحلو" ومن هناك تصدر كل البيانات والمراسيم المتعلقة بالتنظيم السياسي وليست في الجزائر كما زعم المقال .
ويؤسفني ان مجلة كمجلة القبس الكويتية تنشر مثل هذه المواضيع المنحازة للاحتلال والتي تروج وتضفي الشرعية على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وهي العملية نفسها التي تعرض لها الشعب الكويتي الشقيق على يد جاره العراقي إبان حكم صدام حسين .
صحيح ان المنظومة الدولية لا تهتم بمصير الصحراء الغربية إلا إذا تأثرت مصالحها الأساسية، وكما قال (بيكر) فان الصحراء الغربية ليست مثل الكويت، ولن ترسل القوات الدولية لفرض القانون الدولي هناك .
نحن ندرك جميعا ان التكتل والاتحاد حاجة ماسة وضرورة انسانية لكن يجب ان نتفق ايضا على ان الاتحاد لا يبنى على جماجم البشر ولا ياتي بطريق الضم القسري للشعوب الضعيفة وقليلة العدد كما فعل صدام مع الكويت والحسن الثاني مع الصحراء الغربية ، وللعلم فإن مجموع سكان الصحراء الغربية في المناطق المحتلة والمناطق المحررة والشتات اكثر عددا من سكان الكويت الأصليين وسكان قطر البالغ عددهم حوالي (833) ألف نسمة (بحسب تقديرات الأمانة العامة للتخطيط التنموي لعام 2006 ).
ومساحة الصحراء الغربية أيضا تفوق مساحة الكويت التي تبلغ 17.818 كيلومترًا مربعًا. وتفوق مساحة قطر البالغة 11,521 كلم مربع .
إذ ان مساحة الصحراء الغربية حسب الحدود الموروثة عن الاستعمار تقدر بـ : 284,000 كيلو مترا مربعا. اما حدود الصحراء الغربية قبل الاستعمار الاسباني فهي اكبر من ذلك . وتنتهي شمالا الى واد نون حسبما صرح به الملك محمد الخامس .
وفي الاخير اتمنى من الاخوة في مجلة القبس ان يراجعوا خط مجلتهم وان يتسموا بشيء من الموضوعية في طرح الملفات وان ينتصروا للحقيقة التي يجسد هذا الشعب العربي المسلم والذي شرد مثلهم جزاء منها، وان يحاولوا ان ينشروا مواضيع أكثر انصافا في حق الشعب الصحراوي ويبتعدوا عن الأقلام المأجورة التي تشوه نضال الشعوب وتصف حركات التحرر بالتمرد، وتجعل من الباطل حق والحق باطل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حمة المهدي ـ الصحراء الغربية
26 ابريل 2009

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...