القائمة الرئيسية

الصفحات

مزالق ومطبات أطروحة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية على المغرب والمنطقة المغاربية ..!!


الكاتب: السالك مفتاح
يبدو أن ملك المغرب غير مدرك لعواقب الامور، ومازال غير قادر على هضم دروس التاريخ ..!! والا لماذا كل مرة يعاود الاسطوانة ذاتها و التي عفى عليها الزمن ولم تعد عملة صالحة لا للتداول ولا للمراوغة ..!؟ من يصدق ان الصحراويين اهل البادية واصحاب القيم الرفيعة بشهادة العالم، انهم يشكلون بئية خصبة للترهيب والمتاجرة بالبشر كما زعم ملك المغرب في خطابه الاخير..!؟ لمن تقرأ زابورك يا ..!؟ أللغرب ودول تظنها بعيدة عن الحقيقة مثل اوربا والولايات المتحدة، وهي التي تعرف قبل غيرها ان شبكات تهريب البشر والمتاجرة بهم تطل عليها من المغرب..!! ام دول الجوار وهي التي كانت ولاتزال ضحية للمساومة في اراضيها وتعرف ان المغرب كنظام سياسي يريد الايقاع بها ..!؟ ام ربما للرأي العام المغاربي وهو الذي أفاق على هول الحقيقة وبات لا يصدق الدعاية الرسيمة في شئ، بل انه اصطدم بحقائق مروعة كالتي اذاعتها هيئات ومنظمات دولية ومغربية، ونشرتها الصحافة، ودونها العارفون بالمغرب في شهاداتهم واعترافاتهم المثيرة للاهتمام، مثل ادريس البصري وغيره من الشخصيات السياسية والعسكرية المغربية وغيرها ...!؟ 
الحقيقة ان الرسالة موجهة للتغليط ولذر الرماد في الاعين ، مثل خطاب المسيرة في ذكراها ال 31 وتلك مصيبة النظام في المغرب انه يكرر ذات المعزوفة المستهلكة من زمان ..!! معزوفة الكذب على الذقون وحرب المغالطة التي كان الشعب الصحراوي ضحيتها ..!؟ الم تكن المسيرة المغربية في الصحراء الغربية سنة 1975 مجرد اكذوبة للتغطية على جريمة الحرب التوسعية التي اراد النظام في المغرب خوضها بالوكالة عن القوى المتصارعة ضمن اجندة الحرب الباردة وتموقعات المصالح بينهما ..!؟
الم تكن تلك المسرحية سوى محاولة لتغليط الراي العام الدولي، حيال مسيرة اخرى من الاجتياح الذي تعرضت له المداشر والمدن الصحراوية منذ الواحد والثلاثين اكتوبر من نفس السنة والتي كان ختامها ابرام اتفاقيات مدريد الثلاثية للتقسيم، بين المغرب وموريتانيا الداداهية يوم 14نوفمبر 1975 مع اسبانيا، وبمباركة غير معلنة من واشنطن التي رعت صك التقسيم بدعم من شخص كيسنجر، طانع السياسة الامريكية آنذاك ..!؟ 
والان يطل علينا محمد السادس بمغالطة جديدة ، لكنها من ذات العيار الذي ورثه عن ابيه، رمي الصحراويين بالارهاب وهم الذين كانوا ضحية لاكبر عملية الرهاب وترهيب عرفها التاريخ في المنطقة. فلم تكن المسيرة الا وسيلة للتغطية على تلك الجريمة ..!! فمجازر القنبلة بالنابالم في ام ادريكة، والتفاريتي، وامكالا، لاتزال تملأ سمع الزمن من هولها وبشاعتها والتي تقشعر منها الابدان وتدمى منها القلوب ..!؟ اما ما وقع للصحراويين من تصفية جسدية و ما تعرضوا له من حرب قذرة طيلة السنوات التالية فذلك هو الحقائق التي تغافل عنها ملك المغرب وحاول جاهدا القفز عليها، لكن ضحاياها لايزالون لعنة تلاحق الاحتلال وحقيقة تصرخ من داخل وخارج السجون والمعتقلات، مساءا صباحا ..تطالب بمعرفة مصير مئات المختفين ومجهولي المصير، وشعب يعيش مشتتا بين ديار الاحتلال واللجؤ، محروما من حقه في تقرير المصير ومن حرية التعبير ومن جميع الحقوق المكفولة دوليا ..!؟ 



ملك المغرب ، اراد هذه المرة ركوب قطار المغالطة القديمة الجديدة ومن باب التعنت وادارة الظهر للمشروعية الدولية والهروب الى الامام ، ليس الا ..!!؟ 



نذكر ملك المغرب ان تجربة الحكم الذاتي لا محل لها من الاعراب في بلد يعيش مملكة وراثية، الملك فيه يتمتع بسلطة غير مقيدة .. لا مكان فيها لحرية تقرير المصير او حرية الاختيار او الاعتراف بالاخر ...!؟ وتلكم هي الحقائق التي جعلت الكثير من المراقبين والدول لاتكترث لطرح مثل تلك الاطروحة التي هي عرجاء لا محل لها في

القوانين او البئية السياسية او الدستورية المغربية ..!؟
الحكم الذاتي له مخاطر و انعكاساته السياسية والإقليمية والجهوية مثل بقية شطحات الرباط اللامنطقية، واللاسياسية، واللاعقولة أصلا. و هنا يجد المرء نفسه أمام علامة تعجب مثيرة للاهتمام: أيهما اكثر خطورة على النظام السياسي في المغرب فعلا: دولة مستقلة في الصحراء ام تجربة مغايرة ومناقضة لما هو قائم في كل المنطقة..؟! وهل المغرب مؤهل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا للتعايش مع مثل هذه التجربة الهجينة وإفرازاته؟! وهل بالإمكان محاكاة التجربة الاسبانية او الألمانية خارج مناخها السياسي وبئيتها القانونية وثقافتها الاجتماعية وحضارتها الانسانية .. !؟ بالتاكيد لا ..!؟
التجربة الجديدة ليس لها ما يماثلها سوى البلقنة التي انجرت عن انهيار الاتحاد السوفياتي ، بل هي نذير بالعودة بالمنطقة المغاربية لما يشبه العصور الوسطى، مطبوعة بفوضى، وصراع ، وانعدام امن واستقرار..!؟ 
مربط الفرس بالنسبة للصحراويين ، هو التخوف من تكرار تجربة صخرة سيزيف التي أدار بها المغرب تعامله مع الأمم المتحدة على طول الخط (…). ذلكم ان غياب منطق الديمقراطية مع شيوع سيادة ثقافة المخزن، قد فتح الباب على مصراعيه أمام استبداد عرف المناورة والتملص من الالتزامات وسط انعدام شروط وظروف ضاغطة وفقدان الراعي لمسار التسوية.. يقع هذا كله على خلفية تمزيق وتهميش دور الأمم المتحدة عبر العالم (...) ومحاولة البعض شرعنة امر واقع الاحتلال في الصحراء الغربية والقفز على المشروعية الدولية، واخيرا رمي الصحراويين بالارهاب كما حاول في الماضي رميهم بالمرتزقة وباذناب الاستعمار وبعض الانظمة، لكن الايام ابانت الحقيقة وكشفت من هو المرتزق والاستعماري الحقيقي والحقود السافر ..!؟ 
خطة بيكر رغم ما بها من مزالق قبلتها البوليساريو لكن الرباط رفضتها كونها تنطوي على خيار الاستقلال فلماذا يخشى المغرب الذهاب لصناديق الاقتراع، بعد ان باتت 65% من الجسم الانتخابي عبارة عن مستوطنين او صحراويين عاشوا في المغرب ، في ظل حكم ذاتي لمدة 5 سنوات ..!؟ 
ويختزل التفكير في سؤال عريض :كيف يرفض المغرب ما كان يطالب به، هل أدرك حقا ان رهان الصحراء صعب المنال بالاستفتاء أو بدونه، انها مستقلة بالاستشارة الدولية وبدونها كما اعترف البصري في احاديثه الاعلامية… ؟! ثم كيف تقبل البوليساريو تحت نظام المغرب ما رفضته في السبعينات مع الإدارة الإسبانية... ؟!.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...