القائمة الرئيسية

الصفحات

باختصار (استثنائية الظرف تستوجب استثنائية الفعل)


مالي أراكمْ نياماً في بلهنيــةٍ
وقد ترونَ شهابَ الحربِ قد سطعا
وتلبسون ثيابَ الأمنِ ضاحيةً
لا تفزعونَ وهذا الليثُ قد جمـعا
إن الحديث عن التفكير في استشراف ما يجب أن يكون عليه الأفق، في الظروف التي تؤطر أداءنا اليوم، أمام تحديات خطيرة تنذر بنسف ما أريقت عليه دماء شهدائنا البررة،  يتطلب أولا التحرر من حالة الذهول وتجاوز العجز في صياغة توصيف موضوعي لوضعيتنا الحالية  والاقتناع بضرورة إعادة تفعيل المنطلقات الفكرية للجبهة الشعبية والتأسيس النظري والعملي لإستراتيجية تقربنا من تحقيق أهداف  مافتئنا نبتعد عنها تحت تأثير استجابة مرضية  لمخدر يدفعنا منتشين لمزيد من  التقهقر والتراجع. 
فأمام معطيات متحركة لمشهد تصارع إقليمي ودولي غاية في التعقيد تتعدد فيه الجبهات وتتغير التحالفات وتتسارع الأحداث بوتيرة معقدة ومتشابكة، نحن أحوج ما نكون لتأمل صادق وموضوعي متجرد  من أية ذاتية ومتحرر من أية خلفية غير جامعة لنفهم أسباب حالتنا المرتبكة والمتشنجة وحقيقة وضعنا  المتسم بالانسحاب  والاستقالة من كل فعل بناء وابداع .
إن الاستثنائية المطلوبة في أية مراجعة مهما كان القالب المؤطر لها (ملتقى أو ندوة أو مؤتمر عادي أو استثنائي) تتساوق مع استثنائية الظرفية الحالية التي تمر بها القضية الوطنية، وتعني المبادرة بسرعة التحرك والنوعية في آليات التحضير والمشاركة وجودة محتويات النقاش، لتحصيل مخرجات في مستوى الحدث تتوخى الوثبة المنشودة.
وإنه لمن البديهي -ونحن في غمرة البحث عن المراجعة المتوخاة-  الاقرار بأن أي نقاش أو حوار يجب أن *يُؤطَّر باستحضار الحقائق التالية:*
إن العدو الذي يجب أن نحشد لصده وافشال خططه وتفويت عليه فرص النيل منا هو الدولة المغربية التي تمثل الٱلة المعادية المشتغلة أبدا على فرملة مشروعنا الوطني، فإلى هذا العدو يجب أن توجه كل السهام. 
حصرية التمثيل الشرعي التي حافظت عليها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مثلت وتمثل صمام أمان وأداة تحقيق الأهداف الوطنية وهي المرجعية لأي تفكير والمؤطر لكل فعل.
كل صعود وكل هبوط في منحنى أدائنا ھو محصلة فعل الجميع ولا ينبغي بتاتا أن يُعزَى لجھة دون غيرھا أو فيئة بعينھا أو شخص دون البقية، و يدعم هذا المعطى حقيقة أننا أقل وأوهن  من أن نستبعد أحدا أو نستغني عن جھد  أو نتجاھل رأيا. 
ضرورة واستعجالية النهوض من موضع السقوط تفرضه التحديات الداخلية والخارجية، وكل تأخير أو تباطؤ هو إمعان في توهم المنعة والمأمن وتفويت لفرص قد لايعيد اتاحتها  تسارع الأحداث وغموضها وتعقيدها.
بقلم : السالك البمبي، 22 ماي 2025

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...