القائمة الرئيسية

الصفحات

القواعد الأجنبية في المغرب ومناوارتها تهديد مباشر لشمال وغرب إفريقيا

  


تحرص المعاهد والمواقع  الغربية الدولية المهتمة بتصنيف الجيوش عالميا على حلق هالة من الدعاية حول جيوش معينة تكون عادة هي الأقرب  إلى الغرب.
لكنها رغم ذلك تعترف بتفوق دول ليست في الفلك الغربي نظرا لبروز قوتها للعيان.
المغرب خارج نطاق الدول ال 30 الأقوى في العالم ؛ بينما توجد الجزائر في المرتبة 24منها.
ويحتل المفرب الرتبة 36عالميا لسببين هما معدل زيادة الإنفاق  وحجم الاحتياطي المعلن عنه نظريا وهو 17مليون  مغربي احتياط.
ويسهم المغرب في مد الكيان الصهيوني بثلث قوته البشرية.
ويحتل الجيش الفرنسي المرتبة 11 عالميا وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية بعد آمريكا في صادرات الأسلحة إلى العالم.


لكن الجيش الفرنسي عانى خلال العقود الماضية من تخفيض الإنفاق والقيود المالية مما أخر وتيرة تحديث  أسلحته  وأدى إلى إغلاق 15 قاعدة بحرية مثلا .

وحسب لوموند الفرنسية التي نشرت تلك المعطيات فإن فرنسا تحتاج 15سنة لصيانة وتجديد طائراتها وتوسيع بنيتها الخدمية العسكرية.

ويلاحظ مراقبون دولويون أن فرنسا تتجه للاقتصاد الحرب بالتركيز أكثر  على التصنيع العسكري ؛ خاصة الأجيال الذكية من العربات والصواريخ والأنظمة الرادارية وانظمة الرقابة الذكية والتوجيه عبر الأقمار الاصطناعية بما فيها نظام غاليليو الأساسي للرقابة والانتشار الميداني  وتنسيق النيران ..

المغرب مرتبط عسكريا بفرنسا منذ اتفاقية الحماية الفرنسية له ؛ فلم يتغير الكثير بعد إعلان استقلال المغرب عام 1956.

وتدير فرنسا مشتريات المغرب العسكرية ؛ وتعمل اللجنة العسكرية المغربية باضطراد على  التنسيق فيما يخدم المصالح  الجيو فرنسية في شمال وغرب إفريقيا.
خاصة بعد خسارة فرنسا لجميع قواعدها في دول جنوب الصحراء وغرب إفريقيا.

لكن المغرب وسع دائرة تحالفاته العسكرية بمنح الكيان الصهيوني قاعدة عسكرية في شماله قريبا من مدنه المحتلة من طرف اسبانيا (سبته وملييله) مع تعاون عسكري صناعي وتقني يفتح المغرب لتلابيب بالكامل.

والتواجد الفرنسي العسكري قديم بالمغرب ؛ رغم تمويل دول الخليج لصفقات سلاح آمريكية قديما وحديثا لصالح المغرب ؛ مكنت المغرب من الحصول على طائرات امريكية مقاتلة هجومية واستطلاعية واعتراضية مستعملة منزوعة الدسم ؛ فالاف 16 المغربية مثلا غير كاملة التجهيزات الذكية ؛  وعربات وقاذفات آمريكية ومدفعية  متنوعة.

تسلح يكشف نيات المغرب الهجومية بعد عجز مزمن عن حسم النزاع الصحراوي عسكريا ؛ فقد فشل الجيش الملكي فشلا ذريعا في ذلك بسبب شراسة جيش التحرير الصحراوي  وإبداعه في حرب العصابات ضد المغرب ؛ حرب عادت للاندلاع من جديد منذ العام 2020.


ويأتي الحديث عن قاعدة فرنسية جديدة شرقي  المغرب على بعد 100كيبومتر من مدينة بشار الجزائرية حيث ستنظم مناورات جوية وبرية فرنسية مغربية في هذا العام 2025.

مناورات لايمكن اعتبارها إلا استفزازا للجزائر التي تتقدم على المغرب بعشر مراتب في التصنيف العالمي للجيوش حسب المعهد الآمريكي  الذي يصدر تلك النشرات.

وهو تفوق في القوة البحرية أولا فالجزائر هي صاحبة الأسطول البحري الأكبر والأقوى في الإقليم ( غواصات ومدمرات وسفن حربية عصرية) وهي القوة الجوية الأكبر والأقوى وكذلك في المجال الصاروخي أرض أرض وجو جو ؛ حيث ذكرت مواقع عالمية متخصصة أن مخزونات الجزائر من صواريخ جو جو أكثر مرتين من مخزونها لدى فرنسا.

وتتفوق الجزائر في أهلية جيشها الشعبي وعقيدته القتالية وجاهزيته ؛ كما أن الجزائر ذات ال 45مليون نسمة لديها نسبة عالية جدا من الاحتياط القادر على القتال (22مليون ) وهي بذلك أكبر قوة بشرية جاهزة للقتال..
وتعتمد الجزائر على اقتصاد قوي  خال من ضغط أي دين خارجي وتمول خططها الاستراتيجية الدفاعية ذاتيا ؛في الوقت الذي لايمتلك المغرب اقتصاد حرب ولا سلام فهو غارق في الديون ؛ وتتحمل دول خليجية فاتورة تسليحه بالتعاون مع واشنطن وفرنسا وتلابيب .
 وتعادل مساحة الجزائر  مساحة المغرب 5مرات .
وتتقدم الجزائر كذلك في التقنيات العسكرية الذكية والرقابة  والقدرات التكنلوجية عالية الفعالية.
لكن تبقى القواعد الأجنبية بالمغرب تهديدا لسيادة المغرب ذاته وتهديدا جديا لدول شمال وغرب افريقيا ؛ خاصة الجزائر.
المغرب يطمح  لدعم فرنسي في مجال الغواصات وعلوم الفضاء والإدارة الذكية للميدان الحربي حسب تصريحات لأحد الباحثين المخزنيين من حزب الأصالة والمعاصرة،
لكن عقبات جدية تقف في وجه ذلك إذ لا يمتلك المغرب تمويلا لصفقات بذلك الحجم ولا تجد فرنسا نفقات توجهها لذلك مع حتمية زيادة إنفاقها العسكري أوروبيا وهي في منافسة شرسة مع الغول الألماني الصاعد بقوة لقيادة أوروبا.

ولا أموال خليجية فائضة لإنفاقها في ترف الإنفاق العسكري المغربي.
ويرجح خبراء عسكريون أن يقع المغرب فريسة سهلة للجيش الجزائري في حالة اندلاع أي حرب بين البلدين ؛ فالبحرية الجزائرية بتفوقها الكبير ستحيد كل أنظمة القيادة والسيطرة في المغرب  وستهيمن بحريا وجويا؛ وسيجد الجيش المغربي نفسه مقطع الأوصال دون قيادة وتوجيه كما ستسيطر القوات الجوية الجزائرية على المجال الجوي بعد ضربات شرسة على المطارات العسكرية المغربية وأنظمة الدفاع الجوي.
ولن يكون للمغرب حظ أوفر مع التفوق النيراني لأسلحة الدبابات والمدفعية الجزائرية  والمدرعات المندفعة في اتجاهات محددة ومدروسة مسبقا  تغلق كماشتها على الفرق البرية المغربية في خطوطها داخل المغرب.
وللسلاح الصاروخي الاستراتيحي الذكي دور سيكون كبير الأثر في المواجهة.
عمليا لن تستطيع فرنسا إعلان الحرب على الجزائر لأن ذلك يعني دمارا وسعا في فرنسا نفسها ؛ فالجزائر 2025 ليست الجزائر 1963.
وكل الأراضي الفرنسية تقع في مدى الصواريخ والطيران الفرنسي.
ونقطة ضعف فرنسا عبر التاريخ معروفة فما غزاها جيش مباشرة إلا هزمت أمامه وكان ذلك عندما اجتاحت ألمانيا هتلر خط ماجينو ولم تلبث أن احتلت باريس .
 وسيعني دخول فرنسا الحرب انطلاقا لحرب عالمية ثالثة لا يمكن توقع نتائجها.
حرب لا تريدها واشنطن ولا موسكو ولا الصين ولا الاتحاد الأوروبي.
وقد ترك فرنسا العرش المغربي يسقط ويذوب كفص ملح.
ولذلك تبرز أهمية قوة الردع الجزائرية التي تفرض السلام.
هذه الحرب لن تندلع إلا إذا تم الاعتداء المباشر على الجزائر من طرف المغرب أو فرنسا وهو مالن تخاطر به الرباط ولا باريس .
ففرنسا تناور مع المغرب وعينها على ثاني أكبر سوق لها في إفريقيا هي الجزائر  التي تبتعد عن فرنسا شيئا فشيئا مالم تخضع فرنسا لكل المطالب الجزائرية المحقة فيما يتعلق بالذاكرة وملفات تجارية مهمة لدى الجزائر  وملفات سياسية إقليمية وقارية حيوية أولها القضية الصحراوية العادلة.
ففرنسا بحاجة للجزائر أكثر من ذي قبل ولم يعد المغرب إلا عالة عليها دون جدوى .
ولا أتوقع أن تتجاوز المناورة الفرنسية المغربية الخطوط الحمراء للجزائر رغم شحنة الاستفزاز السياسي فيها ؛ فلا قبل للمغرب وفرنسا معا بمواجهة العملاق الجزائري المتحفز للدفاع عن ثورة الجزائر ومكتسابتها العظيمة.
الكاتب والخبير الاستراتيجي الموريتاني عبد الله ولد بونا 
7مارس 2025

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...