تقدمت دولة السودان بشكوى إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد دولة الإمارات تتهمها فيها "بالتوطؤ في إبادة جماعية" بحق قبيلة المساليت من خلال "توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف" المفترض لميليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي. ونددت الإمارات على الفور بالشكوى التي تقدم بها السودان واصفة إياها "بالحيلة الدعائية الخبيثة".
وقالت محكمة العدل الدولية في بيان الخميس إن السودان قد تقدم بشكوى ضد دولة الإمارات العربية المتحدة أمام هيئة المحكمة على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع السودانية.
ولطالما نفت دولة الإمارات تقديمها أي نوع من الدعم لقوات الدعم السريع.
ودعا السودان محكمة العدل، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتفصل في النزاعات بين الدول، إلى إصدار "تدابير مؤقتة" لإرغام دولة الإمارات على دفع تعويضات. وقال السودان في شكواه إن "على دولة الإمارات إصلاح الضرر الكامل الناجم عن أفعالها غير المشروعة دوليا، خاصة دفع تعويضات لضحايا الحرب".
وقرارات محكمة العدل ملزمة قانونا، لكنها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها. على سبيل المثال، أمرت روسيا بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا بعد أسابيع من بدء الغزو مطلع العام 2022، ولكن دون جدوى.
وقالت المحكمة إن الخرطوم تعتبر أن الإمارات العربية المتحدة "متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت (قبيلة في السودان) من خلال توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لميليشيات الدعم السريع المتمردة".
فيما نددت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكوى السودان أمام المحكمة، معتبرة أنها "حيلة دعائية خبيثة"، مؤكدة أنها ستسعى إلى إبطالها.
وقال مسؤول إماراتي في بيان إن الشكوى الأخيرة "ليست أكثر من حيلة دعائية خبيثة تهدف إلى تحويل الانتباه عن التواطؤ الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع الواسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه". وأضاف أن "الادعاءات التي قدمها ممثل القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، وتمثل محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية".
وتابع البيان "احتراما لمحكمة العدل الدولية... ستسعى الإمارات العربية المتحدة إلى ردّ هذا الطلب الذي لا أساس له على الفور".
منذ نيسان/أبريل 2023، تدور حرب بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لنائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو. وأدت المعارك إلى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونا، وأزمة إنسانية هي من الأسوأ في العالم.
فرانس24/ أ ف ب