القائمة الرئيسية

الصفحات

محبوب الناس، الرجل الذي قبلته كل القلوب، والقبول يعطيه ألا الله


اليوم الرجل المحبوب ملك القلوب محمد لغظف الكوري .. ضمن سلسلة انسانية كتبت سابقا تسلط الضوء على جوانب مشرقة من حياة بسطاء وشجعان فقدناهم وافتقدنا برحيلهم طيبتهم وحضورهم وبصماتهم وتأثيرهم .. فرصة للترحم عليهم في هذا الشهر الفضيل .. 
  
محبوب الناس، الرجل الذي قبلته كل القلوب، والقبول يعطيه ألا الله
يقال .. " .. حين نقول أن هناك شخص محبوب فهو محبوب، لا داعي لأن يكون هناك أي سبب للحب .. " .. 
جمع الرجل بين البشاشة واللطف والمرونة في حياته الشخصية وبين الجدية والصرامة والنزاهة في حياته العملية فكان فعلا لا قولا شخصا محبوبا من الجميع.
عرفته وأنا طفل صغير، عرفته كرئيس لدائرتي بيرقندوز بولاية اوسرد بمخيمات اللاجئين الصحراويين حيث صمود ومقاومة الآلاف من البسطاء والطيبين، كان ذلك في منتصف وأواخر تسعينات القرن الماضي، أتذكر وانا لم ابلغ بعد سن الرشد انه كان صديقا للجميع بما في ذلك هؤلاء الأطفال والمراهقين الأشقياء الذين كنت واحدا منهم حيث كان يداعبنا ويشجعنا ويحفزنا ويعاقبنا حتى بكل لطف وحنان وقد احببناه من بين كل الذين كانوا يشرفون على برامجنا الترفيهية والتربوية والتعليمية وقتها.
بدأ حياته لاعبا لكرة القدم، وقد مثل وبشكل بارع أبناء دائرته الطيبين وتألق في لعب الكرة المستديرة ليصبح نجم جماهير الدائرة الاول الذين أحبوه بكل صدق.
بعد النجاح في كرة القدم دخل محمد لغظف ميدان النضال ولا اقول السياسة من باب أخر رئيسا منتخبا بأغلبية شعبية ساحقة لعدة دوائر بما فيهم دائرتي ودائرته بيرقندوز ثم لاحقا رئيسا منتخبا بأغلبية ايضا لدائرة زوك واغوينيت وتشلة، كانت جماهير كل تلك الدوائر على ميعاد غير معهود مع رجل باسم الثغر خفيف الظل، لايزال شابا تقريبا على الاقل بروحه وخفة دمه ونشاطه، ليس كبيرا سياسيا في السن بقدر كبره إجتماعيا في المعنى والتخمام، مقبول عاطفيا قبل حتى ان يبدأ عمله في الشأن العام برفقتهم.

إنتقل الرجل بعد ذلك وفي ظرف قياسي من عمره الى ممارسة النضال ودائما من بوابته ممثلا للشعب كنائب هذه المرة بالمجلس الوطني (البرلمان) وهناك يشهد له زملاءه وقاعدته الشعبية بالنزاهة والترفع عن الصغائر والمرافعة عن حقوق الناس.

عرف بالطيبة، كان رجلا أنيقا في معاملته ومظهره، متفائلا، منسجما ومتصالحا مع نفسه ومع الناس، دائم الإبتسامة، الإبتسامة، التي ظل حريصا على تقديمها الى أخر أيامه.

بعد سنوات من الحيوية والحضور المميز كان محبي محبوب الناس محمد لغظف على موعد مع الحزن، يوم فقدنا جميعا الإبتسامة بسببه، لحظة علمنا بملازمته للفراش إثر إصابته بمرض عضال قاومه الرجل طويلا بكل شجاعة وإيمان بالقضاء القدر.

شخصيا هو واحد من قلة من الناس الذين أحببتهم بصدق رغم فارق السن، ليس لأنني عرفته منذ الصغر بل لأنه ويا للعجب ولخفة دمه وابتسامته التي لا تغيب ولطفه من الذين تقبلهم القلوب بسرعة والقبول يعطيه الا الله.
وختاما قيل .. " .. يجب أن تشعر من داخلك بأنك محبوب ومقبول ممن حولك، ويجب أن تضع في اعتبارك أن الناس يشعرون بالسعادة عندما يرونك، فلماذا لا يحبك من حولك؟ أنت شخص جيد بالفعل .. " .. وهكذا آمن هو نفسه وكان محمد لغظف فعلا بنظر الناس كمحبوب للناس .. 
فاللهم أعطينا القبول والحب الكافيين لنحب الناس وتحبنا في وجهك يا ذا الجلال والاكرام ورحم الله فقيدنا، تغمده يا ربنا بواسع رحمتك وعظيم مغفرتك، ولله دائما وحده ما أخذ وله ما أعطى ..  
عبداتي الرشيد

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...