القائمة الرئيسية

الصفحات

التغير الاجتماعي في المجتمعات البيظانية بين الجدلية التاريخية عند هيغل و الجدلية المادية عند ماركس


رغم أن البنية الاجتماعية التقليدية في المجتمع البيظاني الصحراوي تبدو صلبة و متجذرة وغير قابلة للتغير الاجتماعي الا أنني ومنذ أن اضطلعت على التراث الفكري الماركسي تولدت لدي فرضية أن الجدلية المادية التى أسس لها كارل ماركس في طريقها لسحق وتفتيت تلك الأنساق الاجتماعية المغلقة في المجتمعات البيظانية لكن قد تأخذ المرحلة وقت طويل جداً.

سأحاول بإيجاز اعتمادا على المقاربة الديالكتيكة  قراءة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكبرى التى طرأت علينا منذ تأسيس البوليساريو من منظور الجدلية التاريخية عند عملاق الفلسفة الألمانية فردريك هيجل و من منظور الجدلية المادية عند المفكر الاشتراكي كارل ماركس.

التدوينة خلاصة لمحاولة بحثية في علم الاجتماع تحت عنوان البنية الاجتماعية الصحراوية و الجدليات الفلسفية لكن للاسف ضاعت مني ففي لليلة الاولى بالمخيم في عطلة الربيع زارنا لص من لصوص الليل بدائرة ميجك وسرق محمولي لعله كان يريد أن يقول لي هذا الواحل فيه اراهو ال الفلفسة ماهي الفلسفة.

الجدلية التاريخية عند هيجل:
البوليساريو الفكرة التى نقلتنا من البداوة إلى الدولة

نجحت البوليساريو كفكرة في اختراق المكونات الاجتماعية الصحراوية و صهرها في مكون سياسي وهذا انجاز عظيم وان كان يبدو للبعض مجرد حدث تاريخي بسيط حققه مؤسسي هذا الحركة الثورية الفتية آنذاك، نقلوا مجتمعنا البيظاني الصحراوي من حياة الفرگان إلى مفهوم الدولة الوطنية.

ويمكننا القول ان هذا التغير الاجتماعي يتوافق منهجيا مع فرضيات الجدلية التاريخية عند هيجل القائلة ان الفكرة تسبق المادة وهي القادرة على نقلنا من مرحلة إلى أخرى وهذا بالضبط ما أكد عليه الشهيد الولي مصطفى السيد بالقول إننا نجسد اليوم واقع (ماديا)جديدا من العدمية.

الجدلية المادية عند ماركس:
الدولة كمعطى مادي أنتجت ظروف اقتصادية قادرة على احداث التغير الفكري في المجتمع الصحراوي.

اميل شخصيا منذ أن تطفلت على التراث الفكري لماركس أن الظروف الاقتصادية والمعيشية العميقة التى أنتجتها مرحلة إقامة دولة في المنفى يمكنها عمليا لكن بشكل بطيء ومن دون أن ندرك ذلك أن تقتحم البينة الصلبة للأنساق المغلقة في المجتمع الصحراوي وتغير سلوك ووعي الإنسان البيظاني من كائن اجتماعي (القبيلة) إلى كائن تنظيمي (الدولة).

وبدون الغوص أكثر في الموضوع قد تكون الاحتجاجات ذات المطالب الاقتصادية التى تشهدها منذ سنوات المخيمات كاحتجاجات التجار وممنتهي تجارة المحروقات يضاف إلى ذلك التشكل غير المرئي لصراع طبقي صامت و شرس داخل المجتمع الصحراوي وقد تكون العلاقة المتوترة بين الوگافة وراسمال حول القيمة المضافة إحدى تمظهرات ذلك الصراع الطبقي.

في اعتقادي الشخصي وعلى المدى البعيد أرجح فرضية أننا سنخضع إلى تغيرات إيجابية كبرى لكنها بطيئة الحركة وتاثيرها غير مرئي (Sleeping impact) ستنقل فيها الجدلية المادية الماركسية المجتمع الصحراوي البيظاني إلى الجدلية التاريخية الهيغلية وهكذا الفكرة تنتج واقع والواقع ينتج نقيضه حتى نصل إلى مرحلة المعرفة المطلقة عند هيجل.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...