تحت ذات الشعار انعقد المؤتمر التأسيسي يوم 10 ماي 1973، والذي كان محصلة لجملة من الافكار بعد مناقشات امتدت عدة ايام في ظل ظروف دولية وجهوية لم تكن جبهة البوليساريو قد تبلورت كحركة تحرير في المنطقة وبعد محاولة اسبانيا اجهاض المقاومة الصحراوية بعد انتفاضة الزملة التاريخية يوم 17 يونيو، فجاء إعلان ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب متخذه من العنف الثوري عبر الكفاح المسلح ، نهجا من اجل الحرية والاستقلال .
وحمل المؤتمر اسم الفقيد محمد سيدي ابراهيم بصيري مؤسس حركة تحرير الساقية الحمراء او ما عرف بالحركة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية و الذي اختطفته السلطات الاسبانية مباشرة بعد مجرزة الزملة بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية والذي يظل مصيره مجهولا على ذمة اسباينا بحسب مسؤولي جبهة البوليساريو
وصدر عن المؤتمر بيان سياسي،حلل الوضع والأسباب العميقة التي دفعت الشعب الصحراوي إلى امتشاق البنادق وإعلان الكفاح المسلح ضد الإدارة الاستعمارية الإسبانية وذلك بعد فشل كل أساليب النضال السلمي التي قمعت بعنف وهمجية من قبل المستعمر في 17 يونيو 1970.
و أعلن البيان بعبارات واضحة الأسباب التي أدت إلى تبني خيار" العنف الثوري" مؤكدا على أنه لم يكن هناك غيره: "إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطراً على شعبنا العربي الأبي، ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق وفصله عن الأمة العربية (…) وإزاء فشل كل المحاولات السلمية .. تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتعبير جماهيري وحيد متخذة العنف الثوري والعمل المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلى الحرية الشاملة من الاستعمار الإسباني(…)".
وبعد عشرة أيام من ذلك التاريخ جسدت جبهة البوليساريو ميدانيا محتويات بيانها التأسيسي، بشن هجوم على حامية إسبانية في بلدة الخنكة، الواقعة في وسط شمال الصحراء الغربية.
وبذلك ارتسم كفاح طويل في مواجهة الاستعمار ومن بعده شركائه في اتفاقية مدريد الثلاثية والذي لازال متواصلا.
في المؤتمر التأسيسي للجبهة تم انتخاب امين عام للجبهة ولجنة تنفيذية وتعيين مكتب سياسي.
وصدر عن المؤتمر اول نظام داخلي للجبهة بالاضافة لبيانها السياسي ومجموعة من الرسائل لقادة دول المنطقة والفاعلين الدوليين في منظمة الوحدة الافريقية والامم المتحدة.