روي لي , مجاهد قديم , من قدماء جيش التحرير الجزائري , واقعة - و العهدة علي الراوي - , و قد كان معنا في الجلسة , أحد صحفيي التلفزيون الجزائري , و قد كان هذا الصحفي , مرتبطآ إرتباطآ وجدانيآ و وظيفيآ بالقضية الصحراوية , وقد دار الحديث ليلتها , عن حروب العصر و عن دخول الطائرات المسيرة ساحة المعركة و قلبها للموازين في " ناقورنو كارباخ " , بين " أرمينيا " و " أذربيجان " , و وقف زحف قوات حفتر , علي مدينة " طرابلس " , و في الصراع الروسي - الأوكراني و في البحر الأحمر و باب المندب , مع " الحوثيين " .
دار الحديث ليلتها , عن رجوع جبهة " البوليزاريو " و الشعب الصحراوي للكفاح المسلح .
سأل , المجاهد القديم ,.... واش دايرين يالبوليزاريو مع " بوزنان " , إلي راح يفسد الرقاد تاعكم ؟
عرفت , بأن السؤال , موجه لي , و قلت له , في حربنا الأولي , إستخدم العدو ضدنا , ال F - 15 , و F - 16 , و " الجاغوار " , في بداية و حسب تعبيركم " طير لينا الرقاد " , و لكن و مع مرور الوقت , عرف مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي , كيف يتعاملون مع هذه المعضلة , و أسقطنا للحسن الثاني , F - 15 و F - 16 و " الجاغوار " , و فسدنا ليه أعشاه .
اليوم , نعم , الدرون " بوزنان " , فرضت علينا معادلة جديدة في هذه المرحلة من الحرب , و لكن يا الخاوة - الجزائريين , تأكدوا , بأن ساعة " بوزنان " قادمة و بأن المقاتل الصحراوي , سيجد طريقة ما للتعامل معها .
دخول أي سلاح جديد لأرض المعركة , قد يغير التوازن التكتيكي في أرض المعركة , لكنه لن يغير الكثير في التوازن الإستراتيجي .
قال المجاهد , الجزائري , شوف يالصحراوي , أنت و قيل سامع با " الشمة " حشاك , قلت له , سامع بها و أصل بعد إريه....فهم , قصدي و ضحك....
قال , هل تعرف قصة " إختراعها.....؟
في " أجبل " , و في بواكير ثورة التحرير المجيدة , كان هناك الكثير من المدخينين , و كان كل ما يشعل مجاهد " قارو " تصدم علينا " ماما " فرانسا , بالقصف , جوآ و برآ و بحرآ .
في البداية , لم نفهم وين راهي " العفسة " .
مع مرور الوقت , فهمنا بأن الطائرات الفرنسية , كانت تراقب , كل " قارو " يشعل , و يالطيف , تصب عليك غضب جهنم .
حرموا علينا نتكيفو .
الرجال , بدأت تحس بالصداع .
أعصابك , محروقة و أرضك محروقة , و إيجيك واحد و إقول ليك ما تتكيفش .
مسخوط والدين , هذا .
بدأت الرجال عيونها تدمع و بدآ الدواخ .
القهوة ماكاش و ظوك قال ليك " القارو " ممنوع , أيوا أفريها أنت هذي .
كاين واحد , بطل النهار الشين , و كان عايش غير با " القارو " و ضرب فرانسا .
كي ما لقاش حل و خاف إشعل قارو , صار يمضغ التبغ , من بعد صار قبل المعركة " إخزن " أشويا تبغ بين أسنانه و شفتيه و مع مرور الوقت , إكتشف بأن " إختراعه " ساعده في وجع الرأس و هكذا دخلت " الشمة " ميدان الحرب , كضرورة ميدانية , لحرمان الطيران الفرنسي من ضرب الرجال فا " أجبل " .
ظوك , سغسيني , يا " بوليزاريو " , علاش حكيت ليك , هاذ القصة , هذي .
شوف , الحرب الآن , ماهيش حرب بواطا تاع " شمة " .
تدي " بورتابل " للمعركة , تروح أنت و الكتيبة تاعك .
تقول المروك , قول إسرائيل و تقول إسرائيل , قول المروك و بني عمنا ليهود , تقنيآ و الله ما يلعبوا .
راهم راحوا بعيد فى هذا المجال يا شيخ .
شوف , بصمة الصوت تاعك هدف , " البورتابل " , هدف , الساعة الإلكترونية , هدف و أنت هدف .
شوف , بلغ سلامي , لخواتنا في " البوليزاريو " وقل ليهم , ربي يحفظهم , إعسوا رواحهم و يعرفوا العدو إلي يتعاملوا معاه , راه , شين , لا دين , لا ملة .
حاب , تهدر فى التليفون , هدر حتي تقول " فيكس " , و لكن في ترابك , مشي في تراب الناس .
خطأ بسيط , و تروح الرجال فالرخيص .
حلوا عينيكم .
أحنا , صبرنا عن " القارو " و جاب ربي " الشمة " حتي حررنا بلادنا و أنتوما ثانيك لازم تضحوا بحاجة .
الوطن غالي يالصحراوي .
و صح فطوركم .
بقلم : الدكتور بيبات بحمد