حظيت القضية الصحراوية من جديد بدعم قوي خلال الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة المحيط الهادئ التي تنظمها اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين) التي اختتمت أشغالها اليوم ببالي بإندونيسيا.
فقد عبرت أغلبية الدول التي أدلت ببيانات أمام اللجنة الخاصة عن مواقف بلادها المبدئية والداعمة للتطلعات الوطنية المشروعة للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال ودعت إلى ضرورة الإسراع بإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا، طبقاًلقرار الجمعية العامة 1514 (د-15) المؤرخ 14 ديسمبر 1960، المتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة، والقرارات الأخرى ذات الصلة.
كما تم التعبير عن الدعم القوي لجهود الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لبلوغ حل عادل ودائم مع الدعوة إلى استكمال تنفيذ ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من خلال إجراء استفتاء حر وعادل لتقرير مصير الشعب الصحراوي ومطالبة اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة بإيفاد بعثة لتقصي الحقائق للوقوف على الوضع في الإقليم.
مندوب تيمور الشرقية دعا إلى مضاعفة الجهود لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الطبيعي في تقرير المصير والاستقلال من خلال استفتاء حر وعادل ونزيه. كما دعا اللجنة الخاصة إلى إيفاد بعثة زائرة إلى المناطق الصحراوية المحتلة للوقوف على الوضع هناك وخاصة وضعية حقوق الإنسان والتقرير عنها، مع التشديد على رفض بلاده للمقترحات التي لا تحترم حق الشعب الصحراوي غير القبل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
أما مندوب فنزويلا فقد جدد دعم بلاده المبدئي والتاريخي لتطلعات الشعب الصحراوي الوطنية المشروعة معبراً عن أسفه لعدم تمكن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من تنفيذ ولايتها. كما دعا إلى ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال طبقا لقرار الجمعية العامة 1514 (د-15)، مشدداً على ضرورة إيفاد بعثة من الجنة الخاصة إلى المناطق الصحراوية المحتلة للوقوف على الواقع هناك والتقرير عنه.
مندوب نيكاراغوا أيضا جدد دعم بلاده المبدئي والمطلق لتطلعات الشعب الصحراوي الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال وألح على ضرورة قيام المينورسو باستكمال تنفيذ ولايتها من خلال إجراء استفتاء حر وعادل لتقرير مصير الشعب الصحراوي. كما عبر عن شجبه للعراقيل التي يضعها المغرب في وجه عملية السلام. أما مندوب الاتحاد الروسي فقد جدد موقف بلاده الداعم للجهود الأممية الرامية لتحقيق حل عادل وائم ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره.
مندوب كوبا من جهته عبر عن دعم بلاده المبدئي لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير طبقا لقرار الجمعية العامة 1514 (د-15) والقرارات ذات الصلة ودعا إلى تكثيف الجهود في سبيل وضع حد لظاهرة الاستعمار أينما كان. أما مندوبة بوليفيا فقد أكدت على دعم بلادها لقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى ضرورة بلوغ حل عادل ودائم عن طريق التفاوض بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وتحقيق استقلاله.
وأكد مندوب جنوب أفريقيا موقف بلاده الثابت الداعملحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ودعا إلى ضرورة استكمال تطبيق خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية لعام 1991 واحترام قرارات الاتحاد الأفريقي ودعوته للمفاوضات المباشرة بين الطرفين. كما دعا اللجنة الخاصة إلى تحمل مسؤوليتاها الكاملة تجاه الشعب الصحراوي وحماية حقوقه السياسية والاقتصادية والثقافية، بما فيها حقه في السيادة الدائمة على موارده الطبيعية مع تنديده باستغلال المغرب غير الشرعي للموارد الطبيعية الصحراوية.
أما مندوبة ناميبيا فقد عبرت عن دعم بلادها الدائم والمبدئيللتطلعات المشروعة لشعب الصحراء الغربية، التي تعد آخر مستعمرة في أفريقيا، مشددةً على ضرورة استكمال تطبيق خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقيةلعام 1991 وقيام المينورسو بتنفيذ ولايتها كاملة. كما نددت من جهتها باستغلال المغرب غير الشرعي للموارد الطبيعية الصحراوية التي يجب أن توضع تحت تصرف الشعب الصحراوي.
مندوب أنغولا من جهته أشر إلى أن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية يكذب ادعاء المغرب بدعم حركات التحرر الأفريقية في الماضي مؤكداً على أن الحل الدائم لا يمكن أن يقوم إلا عن طريق التعبير الحر عن إرادة الشعب الصحراوي من خلال استفتاء لتقرير المصير. أما مندوب بيليز فقد أكد على ضرورة مواصلة اللجنة الخاصة لجهودها في سبيل استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عن طريق إجراء استفتاء حر وعادل لتقرير مصير الشعب الصحراوي طبقاً لقرارات الأمم المتحدة.
أما مندوب زيمبابوي فقد دعا إلى ضرورة استكمال تطبيق خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية لعام 1991 مع تأكيده على موقف بلاده الداعم للتطلعات المشروعة للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير والاستقلال. كما دعا المغرب، بصفته دولة محتلة، إلى احترام إرادة الشعب الصحراوي، مؤكداً على أن السبيل إلى بلوغ حل عادل ودائم يمر عبر ممارسة الشعبالصحراوي لحقه في تقرير المصير من خلال استفتاءحر وعادل ودون أي قيود طبقا لقرارات الأمم المتحدة.
وقد اختتمت الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة المحيط الهادئ أشغالها نهار اليوم بالمصادقة على تقريرها الذي سيُرفع إلى الدورة المقبلة للجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين) التي ستُعقد بنيويورك في شهر يونيو.
ومثل جبهة البوليساريو في أشغال الحلقة الدراسية الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية وممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الذي ألقى كلمة أمام المشاركين فيالحلقة الدراسية أكد فيها، من بين أمور أخرى، على أن الخيار الوحيد لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية هو تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف ولا للمساومة في تقرير المصير والاستقلال.