القائمة الرئيسية

الصفحات

لقاء اليوم على قناة الجزيرة مع الرئيس الصحراوي .. يناقش تطورات نزاع الصحراء الغربية


تستضيف الحلقة الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ليتحدث عن إيجاد حل حاسم لنزاع الصحراء الغربية؟ ما هو تصور البوليساريو لهذا الحل؟
– تطورات الملف ومسار المفاوضات
– آفاق الجهود الدولية وموقف الاتحاد الأفريقي
تطورات الملف ومسار المفاوضات
الصحفي: محمد الصوفي  
الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز
محمد الصوفي: أيها المشاهدون الكرام مرحبا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج لقاء اليوم التي يسعدنا أن نحاور خلالها السيد محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو. السيد الأمين العام أين وصلت جهود المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس؟
محمد عبد العزيز: السلام عليكم ورحمة الله. كريستوفر روس قام منذ تعيينه قام بزيارتين إلى المنطقة واستطاع أن ينظم أول جولة من المفاوضات في شهر أوت الماضي في النمسا وحسب ما هو متوفر لدينا من أخبار ينوي القيام بزيارة أخرى إلى المنطقة بعدها ينوي تنظيم جولة أخرى من المفاوضات، الانطباع الذي توفر لدينا بعد الجولة الأولى من المفاوضات في فيينا أن هذه الجولة اتسمت بنوع من الجدية ونحن متفائلون في أن جهود السيد كريستوفر روس يمكن أن تثمر أحسن من الذي سبقه.
محمد الصوفي: هل هذا التفاؤل مبني على طبيعة الملفات التي تم التطرق لها بينكم مع المغاربة مثلا في جولة المفاوضات الماضية أم ما هو مصدر هذا التفاؤل؟
محمد عبد العزيز: أولا هناك قدرة عالية للوسيط في معرفة الملف ثم في إدارة المفاوضات وإدارة النقاش أثناء المفاوضات من ناحية ولكن كذلك كل النقاط التي تم التطرق لها في المفاوضات تم البحث فيها بنوع من العمق والجدية، ليس هناك حتى الآن تغيير كبير في موقف الطرف المغربي والذي هو الذي يعرقل جهود الأمم المتحدة منذ سنة 1991 إلى يومنا هذا ولكن في تقديرنا أن الجهود ممكن أن تثمر شيئا مهما.
محمد الصوفي: السيد الأمين العام انسابية الزيارات التي تمت بين مجموعة من الصحراويين في من العيون والداخلة ومجموعة من المواطنين الصحراويين من التيندوف، انسيابية هذه الزيارات كيف تقيمونها؟ هل تمثل إشارة إيجابية بالنسبة لتقدم الموقف على مستوى المفاوضات؟
محمد عبد العزيز: والله هو الخوض في هذا الموضوع يدفع بنا إلى أنه من المؤسف جدا أنه في الألفية الثالثة يوجد الوضع في الصحراء الغربية على ما هو عليه من سنة 1975 إلى يومنا هذا، هل يعني تستحضر وهل يستحضر المشاهدون الكرام أنه منذ 34 سنة هناك آباء مفصولون عن أبنائهم، زوجات مفصولون عن أزواجهم، إرث -ونحن مسلمون- لم يجتمع أهله حتى يحصوا هذا الإرث ويوزعوه حسب ما تنص عليه الشريعة الإسلامية، هذا كله بفعل موقف الحكومة المغربية التي جزأت الشعب الصحراوي إلى جزأين إذا ما قلت عدة أجزاء، حاصرت جزءا منه كبيرا في الأجزاء المحتلة من تراب الصحراء الغربية وجنوب المغرب بحائط دفاعي مملوء بالعساكر والأسلحة والألغام بما فيها الألغام المحرمة دوليا المضادة للأفراد والأسلاك الشائكة ومنعت الخروج من هذا الحزام ومنعت كذلك الدخول إلى الأجزاء المحتلة من خلال هذا الحزام وبالتالي الصحراويون مجزؤون، جاءت الأمم المتحدة في جهودها وحاولت أن تنظم نوعا من الزيارات ليتصل أطراف العائلة من مخيمات اللاجئين بجزئها الآخر الموجود في الأرض المحتلة العيون والسمارة والجدور والداخلة والعكس كذلك، العملية بطيئة والأعداد محدودة جدا ولكن مع ذلك نحن نسجل أنه تم.. قد حصل اللقاء بين أطراف عائلات -جزأها المغرب قسمها المغرب قهرا- من خلال هذه الزيارات بأعداد لا بأس بها بأعداد تفوق حوالي أربعة آلاف نسمة، من بين جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هي محاولة توسيع يعني هذه الزيارات حتى تشمل الطريق البري الرابط بين مخيمات اللاجئين والأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية خاصة مدن العيون والسمارة والجدور عبر الطريق البري والحفاظ على مدينة الداخلة عبر الطريق الجوي، هذا في تقديرنا سيوسع دائرة المشاركة في هذه العملية. إنسانيا أعتبر أن هناك شيئا مهما جدا ولكن هذا لا يغير شيئا كبيرا جدا في المعطيات السياسية نظرا لأن المشكل ليس بين الصحراويين فيما بينهم ولكن المشكل حقيقة هو بين الصحراويين كل الصحراويين سواء في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية أو في مخيمات اللاجئين والدولة المغربية التي ترفض حتى الآن السماح لهم بتنظيم استفتاء حر وديمقراطي لتقرير المصير ينهي المأساة ينهي حالة التشتت التي يوجد عليها الصحراويون.
محمد الصوفي: في نفس الإطار كان هناك سبعة نشطاء يبدو أنهم عادوا من زيارة كانوا قاموا بها إلى مخيمات اللاجئين وتواصلوا مع البوليساريو ثم عادوا إلى المغرب، ما هو الموقف الحقيقي للبوليساريو من هؤلاء؟
محمد عبد العزيز: في الأيام الماضية سبعة نشطاء حقوقيون صحراويون غالبيتهم قضى يعني فترات طويلة في السجون المغربية بما فيها السجون السرية، هؤلاء النشطاء هم السيدة دغجية الأشقر وعلي سالم متامك وإبراهيم دحان ويحظيه التروزي ورشيد صغير ولبيهي الصالح وحمادي الناصري، هذه المجموعة زارت المخيمات في إطار عادي بجواز سفر وبظروف عادية، خرجت من الدار البيضاء وصلت إلى الجزائر العاصمة ومن الجزائر العاصمة تنقلت إلى مدينة تيندوف ومنها تنقلت إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين على التراب الجزائري وكذلك تنقلت إلى الأراضي المحررة خاصة مدينة تفاريتي، هذه حوالي العشرة أيام سمحت لهؤلاء النشطاء بزيارة عائلاتهم واللقاء بذويهم واللقاء بأهلهم، في أثناء عودتهم وجدوا في الدار البيضاء السلطات المغربية تنتظرهم واختطفتهم وزجت بهم في السجن ولا زالوا إلى حد الآن هم في غياهب السجون. أولا هذه ضربة تقوم بها الدولة المغربية لجهود الأمم المتحدة التي ترمي إلى تشجيع الزيارات بين طرفي الحزام وتعتبر أن هذا سيسهل يعني نجاح مهمة الأمم المتحدة، ولكن الموضوع الآخر هذا العمل الذي قامت به الحكومة المغربية أظهر أن ما تدعيه المملكة المغربية من احترام حقوق الإنسان واحترام حرية التعبير وحرية التنقل واحترام القانون الدولي في ظل العولمة ما هو إلا مساحيق، أما الواقع الحقيقي لما يتعلق الأمر بالصحراء الغربية فنصيب كل من يرفض الأمر الواقع الاستعماري المغربي على الصحراء الغربية فمصيره وجزاؤه عند المملكة المغربية السجن ويعني القمع إلى آخره. فنحن نستنكر ما قامت به الدولة المغربية من عمل ونقول إن الصحراويين سوف لن يثنيهم نوع هذه الممارسات عن المطالبة بكل الطرق في حقهم في تقرير المصير وكذلك ننادي المجموعة الدولية بما فيها الأمم المتحدة إلى الضغط على الحكومة المغربية حتى تحترم محتويات القانون الدولي وخاصة القانون الدولي الإنساني، فما ارتكب بحق هؤلاء النشطاء هو إجرام ما فوقه إجرام من طرف الدولة المغربية ونحن نستنكره، حصل نفس الشيء لمجموعات أخرى حاولت الخروج إلى الخارج إلى موريتانيا وإلى إسبانيا ومنعتها الدولة المغربية من ذلك وصادرت جميع أوراقها وهي الآن في السجن الكبير داخل الأرض المحتلة وبالتالي هذا يؤدي بنا إلى حقيقة إظهار الذي قلناه دائما إن المواطنين الصحراويين على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية في ظل الحصار الذي يضربه المغرب في يعني حائطه الدفاعي هم يعيشون في سجن كبير سجن جماعي.
محمد الصوفي: أيها المشاهدون الكرام فاصل قصير ونعود بعده لمتابعة هذا الحوار مع السيد محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو فابقوا معنا.
آفاق الجهود الدولية وموقف الاتحاد الأفريقي
محمد الصوفي: أيها المشاهدون الكرام مرحبا بكم مجددا لمواصلة هذا الحوار مع السيد محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو. السيد الأمين العام دعنا نتحدث عن القضية بشكل عام، هناك أصوات ودعوات الآن توجه إليكم في البوليساريو لأن تنظروا بإيجابية إلى العرض المغربي بإقامة حكم ذاتي موسع في الصحراء، هل تنظرون إلى هذا العرض المغربي فعلا على أنه يمكن أن يطور ويمكن أن يكون أساسا لهذه الجهود التي تبذل دوليا؟
محمد عبد العزيز: ما يقال حول مقترح المغرب أو العرض المغربي نحن في جبهة البوليساريو نعتبره لا يحتوي على أي جديد نهائيا، هو يتبنى الضم بالقوة، هو يهدف إلى تشريع الأمر الواقع الاستعماري للصحراء الغربية، هو يطرح خيارا واحدا وأوحد هو أن تكون الصحراء مغربية، وبالتالي ما فيه جديد، المغرب يريد الضم بالقوة. نحن نرفض الضم بالقوة، نحن متشبثون بحقنا في الحرية وتقرير المصير، نحن ننادي باستفتاء حر وديمقراطي يختار الشعب الصحراوي من ضمن مجموعة اختيارات وعلى رأسهم الحرية والاستقلال، ما غير ذلك هو حقيقة يعني عرقلة لجهود الأمم المتحدة وهروب إلى الأمام ويعني تنكر للقانون الدولي.
محمد الصوفي: بعض المراقبين لمسوا في خطابكم اليوم نبرة جديدة تتعلق بأنه كان هناك خطابان، خطاب موجه إلى السلطات المغربية فيه شيء من التشدد وخطاب موجه إلى الشعب المغربي كان ناعما إذا صح التعبير، فمتى بدأتم مثل هذا الخطاب المزدوج في التعاطي مع المغاربة؟
محمد عبد العزيز: منذ تأسيس جبهة البوليساريو في سنة 1973 واندلاع الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإسباني وبعد ذلك ضد الاحتلال المغربي كان دائما في قناعتنا وفي يعني رؤيتنا أن الشعب المغربي شعب جار، شعب صديق وموضوعيا هو شعب حليف، جسد الشعب المغربي من خلال عدة أصوات على سبيل المثال حزب النهج الديمقراطي والعديد من الشخصيات هذه الرؤية من خلال يعني دفاعه عن حقوق الإنسان فيما يتعلق بالصحراويين المسجونين لدى المغرب ولكن كذلك فيما يتعلق بتبنيه لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي. فيما يتعلق بخطابنا للحكومة المغربية نحن متشبثون بحقنا في الحرية وتقرير المصرير، نحن قدمنا في 10 أبريل من سنة 2007 مقترحا للملكة المغربية وقدمناه كذلك للأمم المتحدة وقلنا نحن مستعدون لتفهم إنشغالات المملكة المغربية في المجال الاقتصادي، في المجال الأمني، في المجال الثقافي إذا تم تنظيم استفتاء حر وديمقراطي لتقرير مصير الشعب الصحراوي واختار الشعب الصحراوي يعني خيار الاستقلال فنحن مستعدون لتفهم انشغالات المغرب بما فيها مسألة المستوطنين العائشين الآن فوق تراب الصحراء الغربية شريطة أن يحترم المغرب سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، نحن متشبثون بهذه الرؤية ولكن يعني لا يضاهي ذلك إلا تشبثنا بحقنا في الحرية وتقرير المصير الذي نحن مؤمنون وواثقون أننا سنصل إلى ذلك في يوم من الأيام.
محمد الصوفي: هذا يقودنا إلى السؤال عن تتابع تخلي شخصيات بارزة عن.. كانت معكم في جبهة البوليساريو وانضمامها إلى المغرب شخصيات سياسية وعسكرية، هل تُعتبر هذه المواقف أو مواقف أولئك ضعفا بالنسبة لجبهة البوليساريو؟
محمد عبد العزيز: ليس مشكل أشخاص والشعب له الحق في الحرية وتقرير المصير والشعب متشبث بهذا الحق ومصر على الدفاع عن هذا الحق، أما فيما يتعلق بما ذكرته من أفراد تخلوا عن واجبهم الوطني أو خانوا قضيتهم الوطنية فهذا ليس بجديد في كفاحات الشعوب ولا يؤثر بتاتا ويرتكب المغرب خطأ كبيرا جدا إذا ظن أو بنى سياسات على هذه المعطاة، فالشعب الصحراوي مجمع اليوم أكثر من أي وقت مضى ومصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على الدفاع عن حقه واستعداده للتضحية من أجل هذا الحق. ولكن طيب أهلا وسهلا المغرب يقول إن هناك صحراويين يريدون أن يكونوا مغاربة أو أن تكون الصحراء مغربية فلماذا يتنكر لإجراء الاستفتاء؟ لننظم الاستفتاء ونضع كل الخيارات خيار الاستقلال الوطني، خيار الانضمام للملكة المغربية، خيار حتى الحكم الذاتي ونترك الصحراويين يصوتوا ونحترم النتيجة النهائية، إذاً في الواقع هو نوع من الدعاية يقيمها المغرب والجزء الأساسي من هذه الدعاية يستهدف الرأي العام الداخلي المغربي أكثر مما يستهدف الصحراويين وجبهة البوليساريو.
محمد الصوفي: دعني أسألكم السؤال الأخير متعلق بأنه من بين المنابر الدولية الأساسية التي كانت جبهة البوليساريو تراهن عليها الاتحاد الأفريقي وفي الاجتماعات الأخيرة لم نجد ذلك الزخم والحضور الذي كان يتسم به ملف البوليساريو والنزاع الصحراوي في اجتماعات الاتحاد الأفريقي، هل تخلى الأفارقة عنكم؟ هل هناك ضغوط أخرى دولية؟ ما هي حقيقة الموقف بالنسبة للاتحاد الأفريقي من ملف النزاع الصحراوي؟
محمد عبد العزيز: لا، لا زالت المكانة التي عليها أصلا الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الأفريقي على حالها، نحن عضو كامل الحقوق في الاتحاد الأفريقي نمارس حقنا كعضو كامل الحقوق بصورة كاملة، أخيرا لما انعقدت قمة في نهاية أوت بداية سبتمبر الماضي في طرابلس وخصصت هذه القمة على هامش الاحتفالات بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر في الجماهيرية خصصت هذه القمة لدراسة النزاعات الأفريقية كانت قضية الصحراء الغربية من ضمن النزاعات المطروحة وأكد القادة الأفارقة تشبثهم بتنظيم استفتاء حر وديمقراطي لتقرير مصير الشعب الصحراوي وهذا الموقف نقلوه إلى الأمم المتحدة وهم متشبثون به وربما هذا الموقف بالذات في طرابلس هو بعض من الأسباب التي يعني أساءت كثيرا للمغاربة حتى يعني ارتكبوا خطأ وانسحبوا من الاحتفالات المخلدة للفاتح من سبتمبر في الجماهيرية، إذاً الموقف الأفريقي ثابت على حاله يدعم الجمهورية الصحراوية ويدعم الشعب الصحراوي والآن نحن في وقت تنعقد فيه اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة يعني كل الدول أو غالبية الدول الأفريقية تعاقبت على منصة الأمم المتحدة لتدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال ولتدافع عن ضرورة احترام حقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية.
محمد الصوفي: أشكركم جزيل الشكر السيد محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو، كما أتوجه بالشكل الجزيل إلى السادة المشاهدين على حسن المتابعة وهذا محمد الصوفي يحييكم وإلى اللقاء.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...