طوت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) اليوم صفحة أسرى الحرب المغاربة مع إطلاق آخر 404 أسرى لديها.
وذكر بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر أن البوليساريو أطلقت اليوم الخميس 404 من أسرى حرب مغاربة يقيم بعضهم في الأسر منذ نحو عقدين بعد وساطة للولايات المتحدة.
من جهته أعرب المتحدث باسم البوليساريو في أوروبا محمد سيداتي في بيان عن أمله بأن "تسهم الخطوة في إنهاء معاناة الشعب الصحراوي في الأراضي التي يحتلها المغرب", مضيفا أنه يأمل كذلك "بحل دائم للصراع".
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس أن الأسرى الذين كانوا في معسكر لجبهة البوليساريو توجهوا إلى الرباط للقاء عائلاتهم.
وكانت البوليساريو قد أطلقت نحو 2000 أسير حرب مغربي كانوا قد أسروا في مراحل مختلفة من حرب التحرير التي تخوضها ضد الاحتلال المغربي.
وكان الأمين العام للبوليساريو محمد عبد العزيز وعد الشهر الماضي في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية بإطلاق سراح من تبقى من السجناء لكن دون تحديد تاريخ لذلك.
ويلتقي السيناتور الأميركي الجمهوري آندي لوغار اليوم في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل أن ينتقل إلى تندوف ليشرف على العملية بطلب من الرئيس الأميركي جورج بوش, ومنها إلى الرباط حيث يلتقي غدا الجمعة العاهل المغربي محمد السادس.
وكانت آخر دفعة لدى جبهة البوليساريو من أسرى جيش الاحتلال المغربي تلك التي أفرج عنها خلال 2005، وتمت العملية بعد أن توعد الرئيس الصحراوي الراحل، محمد عبد العزيز بإطلاق كافة الأسرى الموجودين لدى الجبهة.
ووصلت أخر دفعة من أسرى جيش الاحتلال المغربي خلال 2005 وقبل ذلك بعام أخلت جبهة البوليساريو سبيل 343 أسير مغربي على دفعتين.
وخلال فترة الحرب اكتظت معسكرات الجيش الصحراوي بالأسرى المغاربة، وهو ما دفع السلطات الصحراوية لبناء مراكز إيواء، استقر فيها بعد ذلك حوالي 1743 أسير حرب مغربي، منهم من قضى أزيد من 20 سنة.
وقد استطاع غالبية الأسرى التكيف مع الوضع، وتم إدماج جلهم، بحيث أصبحوا يمتهنون الحرف في البناء، النجارة، وغير ذلك بفضل التزام جبهة البوليساريو بحقوقهم كأسرى حرب.
وفي تسجيلات تظهر على أشرطة فيديو نشرتها وسائل إعلام أجنبية كانت توفد مراسيلها إلى ميدان الحرب، يظهر جنود مغاربة وهم يعترفون بأنهم دفعوا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وفي معركة لبيرات التي تعتبر ضمن أكبر المعارك التي خاضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وكلتة زمور يظهر ضباط مغاربة وهم يعترفون للصحراويين بحقوقهم، كل ذلك تم تسجيله بالصوت والصورة.
