ثلاثة اسابيع فقط تفصلنا عن الانتخابات التشريعية الإسبانية ، في مطابخ معاهد الدراسات والاحصاء تعددت الاستقراءات والتنبؤات لنتائج هذه المعركة الديمقراطية التي لن تمر نتائجها مر الكرام من حيث علاقتها بقضيتنا الوطنية.
تحليل بسيط وسطحي اليوم سابنيه على آخر الدراسات التي أجراها مركز الدراسات السوسيولوجية ومفادها أن الحزب الشعبي سيحرز الانتصار ولكن بعدد مقاعد لا تؤهله لإنشاء حكومة حتى باتلافه مع أقصى اليمين الممثل في بوكس . أن تشريح نتائج و احتمالات التحالفات اللاحقة يتطلب معرفة ولو سطحية للمواقف الحزبية من القضية الوطنية ولو كانت تلك المواقف في أغلب الأحيان متذبذبة ببنائها على مصالح ظرفية ضييقة وفق ما يؤثر على الرأي العام من علاقات دول الجوار خاصة العدو .
سنبدأ مفصلة الانتخابات واستقراء نتائجها من احتمال فوز الحزب الشعبي ، لا يخفى على أحد أنه حزب يميني علاقاته وبرامجه الفعلية تبنى بالأساس على براغماتية اقتصادية بحتة وفق معادلة الاحتمال الرابح بالنسبة له ، لايملك هذا الحزب مشاعر صادقة تجاه القضية والأرجح أنه سيبقى الحال كما تركه سانشيز ، أن كوننا الطرف الضعيف في المعادلة سيدفع فيخو إلى استثمار خيانة الحكومة السابقة وتجاهل القضية ما أمكنه ذلك .
أتصور أن احتمال التحالف بين بوكس و الشعبي لن يغير في الأمر شئ فرغم انتقادهم لفعلة ساشيز الدنئ الا انها تجعل الحدود الجنوبية هادئة اللهم إلا إذا استمر المخزن في خطاباته الاستفزازية حول سبته و مليلية مما قد يفقد اليمين المتطرف صوابه في لحظة ما ولكن لااعتقد أن الدم سيصل إلى مجرى النهر كما يقولون ، فالمناوشات لن تعدو كونها صولات وجولات إعلامية تنهيها الحكومة الإسبانية بمزيد من الدعم المادي والدبلوماسي في المحافل الدولية.
اما عن الحزب الاشتراكي فلن اتمادى في الشرح ، فرغم ان سانشيز في بداياته مثل التجديد والقطيعة مع صقور الماضي المعروفين بولائهم المعلن للعلويين ودفاعهم المستميت عن الطرح المغربي إلا أنه ما لبث أن خر ساجدا عند اهداب سجادة محمد 6 والاراء في ذلك اختلفت وما يهمنا منها أن الاحمق سيكتب له التاريخ تغيير موقف بلاده أمر عجز عنه سالفوه رغم حكمتهم ورزانتهم وتقربهم من المخزن..أتصور أن فوز الاشتراكي هو الآخر لن يأتي بمزيد فقط أهدى العدو أكثر مما طلب ولم يبقى في جعبته ما يزيد.
الان نصل إلى الاحتمال الآخر والذي هو الأكثر ورودا حسب تخانوس ومعهد دراسته الفاقد للثقة اصلا ، احتمال حكومة اشتراكية مدعومة من حركة سومار اليسارية ، وحسب رأيي البسيط فإن هذا هو أقل الضرر بالنسبة لنا ، فرغم خيبة املنا في بوديموس والتفاح الفاسد في سلة سومار فإن القاعدة العريضة لهذا التنظيم السياسي تشكلها جمعيات الصداقة والمتعاطفين ، ضف إلى ذلك أنها المرة الأولى التي سنكون فيها ممثلين فادي أعلى هرم أحد الأحزاب الإسبانية كل هذه عوامل قد تدفع الاشتراكيين إلى تمييع موقفهم الذي أرى أن تصحيحه أصبح شبه مستحيل.
أن المعادلة السياسية في اسبانيا من التعقيد بمكان فأغلب( ممثلي الشعب) يرون في العمل السياسي مصدر للاسترزاق مثله مثل أي مهنة أخرى ولا مجال فيه للقيم والمبادئ ، هذا يتطلب منا العمل بدقة ودراسة جميع الخطوات قبل الإقدام علي اي ڜئ ، امساك العصا من النصف والإبقاء على شعرة معاوية. رغم اللوبي الاشتراكي المغربي وبعض العناصر المندسة في حزب سومار ، وعدم اهتمام أحزاب اليمين إلا أن الساحة الإسبانية لا يمكن إهمالها وعلينا خلق استراتيجيات عمل جديدة مبنية على علاقاتنا الشخصية والأجيال الشابة التي تدرك حيثيات المجتمع الاسباني وتفاصيله.
أن العمل الجمعوية الصحراوي في اسبانيا أصبح مهترئ وتأكلت اجزاءه لعدم التجديد والدراسة ما فتح الطريق أمام العدو ليدس سمومه على كل المستويات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية ما نتج عنه انحصار هائل لموجات التعاطف مع القضية و برنامج الجولات والعدد الضئيل للاطفال المستفيدين خير دليل على ذلك.
الاستاذ خداد بابا لحبيب